التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة عددا من السفراء في بلاده بحضور كل من وزير الداخلية سلامة حماد ووزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني يوم أمس الثلاثاء، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع على الحدود الشمالية الشرقية وأسفر عن 6 شهداء و14 مصابا من الجيش والأمن العام والدفاع المدني.
وأكد جودة خلال الاجتماع أن الأردن لطالما حذرت من خطورة تزايد أعداد السوريين الموجودين على حدودها والخطر الأمني المرتبط بذلك وخاصة أن العدد وصل 102 ألف شخص غالبيتهم من مناطق شمال وشمال شرق سوريا التي يتواجد فيها إرهابيو عصابة داعش.
وقال جودة إن الهجوم الإرهابي جاء كبرهان قاطع على تواجد بعض العناصر الإرهابية في التجمعات المتاخمة لحدودنا الذي لطالما حذرنا منه، ولذلك فإن الحرص على أمن الأردن يتطلب وخاصة بعد حادثة اليوم أن نغلق تلك المنطقة الحدودية تحديدا على الأفراد والمركبات واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة وإيجاد آلية بديلة بوسائل وطرق مختلفة يتفق عليها مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الانسانية لمن يستحقها في تلك التجمعات.
وشدد جودة أن ما تحملته الأردن لم تتحمله أي دولة في العالم بموضوع اللجوء ولا بد للعالم أن يتحمل مسؤولياته ويستوعب مزيدا من اللاجئين، وأن يحترم خيارات وقرارات الأردن السيادية وخاصة التي تتعلق بأمنها وأمن حدودها ومواطنيها.
ومن جانبه أكد وزير الداخلية سلامة حماد أن أمن الأردن والأردنيين أولوية قصوى وأن لدى الأردن احتياطات أمنية أساسية ولن نفرط بأمن الأردن. ولفت إلى أن هذه المنطقة التي شهدت الاعتداء الجبان يوجد فيها عناصر لداعش ومهربون ومخاطر ليس على الأردنيين فحسب إنما على المنظمات العاملة في المنطقة وغيرها.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني وقوف الأردنيين صفا واحدا في مواجهة مثل هذه الاعتداءات الجبانة، مشيرا إلى الاجراءات التي تقوم بها الحكومة للحفاظ على أمن وأمان الأردن والأردنيين.
ومن جهتهم استنكر سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وكبار منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأردن هذا العمل الإرهابي الجبان، مؤكدين وقوفهم وتضامنهم مع الأردن في مواجهة الإرهاب الذي يهدد العالم أجمع.
وكان الملك عبدالله الثاني ترأس اجتماعًا عسكريًا أمنيًا في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وضم عددًا من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين، واطلع خلاله على حيثيات العمل “الإرهابي”.
وأكد عبدالله اعتزازه ببطولات وتضحيات منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، قائلًا “إنهم يذودون عن حمى الوطن بشجاعة واقتدار، ولن تثني عزيمتهم قوى الشر والظلام، وهم على الدوام مصدر فخرنا واعتزازنا الكبيرين”.
كما شدد العاهل الأردني على أن الأردن، بتلاحم أبناء وبنات شعبها، ستبقى عصية، كما هو شأنها دائمًا، في وجه كل المحاولات الجبانة الغادرة، التي تستهدف أمنها واستقرارها.
وقال الملك عبدالله الثاني: “لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصرارًا على الاستمرار في التصدي للإرهاب ومحاربة عصاباته، والتي طالت يدها الغادرة والآثمة من يسهرون على أمن الوطن وحدوده، ويفتدون بأرواحهم، ويروون بدمائهم، ترابه الغالي، وعزاؤنا لأنفسنا ولأسرهم ورفاقهم في السلاح وكل الأردنيين والأردنيات، ونسأل الله تعالى أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل”.
وخلال الاجتماع، قدم مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن إيجازًا مفصلًا حول العمل الإرهابي وآليات التعامل معه، بينما أكد الملك أن الأردن سيواصل دوره في التصدي لعصابات الإجرام، ومحاربة أفكارها الظلامية الهدامة والدفاع عن صورة الإسلام ومبادئه السمحة.