أعادت السلطات التركية افتتاح وتشغيل مطار أتاتورك صباح اليوم الأربعاء بعد ليلة دامية شهدت ثلاثة تفجيرات انتحارية راح ضحيتها 36 شخصا بينهم 23 تركيا و13 أجنبيا بينهم 9 عرب من السعودية وتونس والعراق والأردن بالإضافة إلى ما يقارب 240 جريحا ومصابا، فيما رجح مسؤولون أتراك أن تنظيم داعش وراء الهجوم.
وقد هرعت سيارات الاسعاف الى مكان الهجوم بينما نقل بعض الجرحى الى المستشفيات بسيارات الأجرة، وقال مسؤولون إن المهاجمين الثلاثة باشروا باطلاق النار قرب مدخل مبنى المسافرين الدوليين في المطار ثم فجروا أنفسهم بعد أن تصدت لهم الشرطة وأطلقت النار عليهم.
وقال مسؤول تركي فجر اليوم الأربعاء إن “الغالبية العظمى” من ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار أتاتورك في اسطنبول كانوا من المواطنين الأتراك، ولكن كان بينهم ايضا عدد من الاجانب وصل إلى 13.
وقال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدرم الذي زار المطار في الساعات الاولى من فجر اليوم إن الدلائل الاولية تشير الى مسؤولية تنظيم داعش عن تنفيذ الهجوم، ولم يتطرق رئيس الحكومة إلى هويات المهاجمين أو جنسياتهم، ولكنه كشف عن انهم وصلوا إلى المطار بسيارة أجرة.
وقالت وكالة رويترز إن رجال الشرطة فتحوا النار في محاولة لمنع دخول المهاجمين إلى المطار، فيما أكد الإعلام المحلي أنه تم تعليق كافة الرحلات من وإلى المطار عقب الهجوم، ولكن سيسمح للرحلات القادمة بالهبوط حتى الساعة التاسعة و10 دقائق بتوقيت غرينتش.
ومن جهته عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً طارئاً مع رئيس الوزراء بن علي يلدرم ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار في القصر الرئاسي بأنقرة على خلفية الهجوم على مطار أتاتورك.
وقال أردوغان عقب الاجتماع إن الهجوم كان يهدف إلى اضعاف تركيا عن طريق استهداف الابرياء، وأضاف “من الواضح ان هذا الهجوم لم يكن يهدف إلى تحقيق اي هدف سوى توفير مادة دعائية ضد بلدنا عن طريق استغلال دماء وآلام الابرياء”، وقال ايضا إنه يتوقع من العالم أن يتخذ “موقفا حاسما” إزاء المجموعات الإرهابية عقب الهجوم.
وقالت وكالة دوغان التركية للأنباء إن الشرطة تعتقد أن الهجوم على مطار أتاتورك كان من تنفيذ تنظيم داعش، ونقلت عن مصادر في الشرطة قولها إن “تنظيم داعش يقف وراء الهجوم على مطار أتاتورك”، ولكن مسؤولا تركيا قال من جانبه إنه من السابق لأوانه توجيه أصبع الاتهام إلى جهة بعينها.
هذا ويعتبر مطار أتاتورك الثالث أوروبيا بعد مطاري هيثرو في العاصمة البريطانية لندن وشارل دي غول في باريس، واستخدم أكثر من 61 مليون مسافر مطار أتاتورك العام الماضي. وقد أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا لمواطنيها قبل 3 أشهر ثم عززته الاثنين مطالبة إياهم بتوخي الحذر عند ارتياد الاماكن العامة في تركيا خاصة تلك التى يرتادها السائحون.
كما أصدرت ادارة الطيران المدني الاتحادية الأمريكية امرا منعت بموجبه شركات الطيران الأمريكية من التوجه إلى اسطنبول وأوقفت كل الرحلات القادمة إلى الولايات المتحدة منها، ولكنها ألغت القرار في وقت لاحق الأربعاء. وقالت وزارة الامن الداخلي الامريكية بدورها في بيان إنها تراقب بدقة الموقف في مطار اسطنبول.
وكان تيار الغد السوري قد أدان التفجيرات التي وقعت في مطار أتاتورك في بيان له نشره صباح اليوم، وقال التيار في بيانه إنه يدين، وبشدة، هذه الأعمال الإرهابية، وأنه ينظر ببالغ القلق إلى ما تشهده تركيا من عمليات انتحارية تهدف إلى زعزعة أمنها وأمانها وثنيها عن مواقفها في مكافحة الإرهاب والوقوف مع القضية السورية العادلة.
وأكد تيار الغد السوري على أن هذا الإرهاب بات يتطلب اليوم وقفة صارمة في مواجهته من قبل الجميع حيث بات يهدد أمن وسلامة واستقرار العالم أجمع.
كما قدم التيار أحر التعازي بالضحايا الأبرياء، وأعلن تعاطفه مع الدولة التركية حكومة وشعبا، مؤكدا على أن الحل في سوريا سينعكس إيجابيا على المنطقة والعالم.