روسيا تنفي قصفها قاعدة التنف

قال مصدر عسكري دبلوماسي روسي مطلع، يوم أمس الجمعة، أن الجانبين الروسي والأمريكي ناقشا القصف الذي تعرضت له قاعدة التنف جنوب سوريا في حزيران/يونيو الماضي، خلافاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت” الأمريكية أن الطيران الروسي قصف القاعدة الأمريكية البريطانية المشتركة في سوريا.

وقال المصدر، وفقا لوكالة إنترفاكس، بأن الجانب الروسي قدم للطرف الآخر كل التوضيحات اللازمة، وجرى بحث الموضوع في “مؤتمر فيديو” بين العسكريين من الدولتين، وأشار إلى أنه لا يوجد أي أساس الآن لتكرار النقاش حول هذا الموضوع.

وجاء ذلك في مجال تعليق المصدر الروسي على أنباء ظهرت في وسائل الإعلام، وذكر أن الطيران الحربي الروسي قصف في حزيران/يونيو الماضي مطار التنف العسكري السوري الذي يستخدم حالياً من القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية، وكانت قوات “جيش سوريا الجديد” قد سيطرت عليه عقب اشتباكات مع تنظيم داعش مطلع أيار/مايو الماضي.

وشدد المصدر على أن الأمريكان لم يضعوا الموقع المذكور ضمن قائمة المناطق التي تنشط فيها المعارضة المسلحة السورية الملتزمة بوقف النار، وأشار إلى أن الجانب الروسي أبلغ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل مسبق بالغارة المذكورة، ولم ترد أي ردود فعل حول ذلك، بحسب ما نقلته “روسيا اليوم” عن الوكالة.

وكانت صحيفة “وول ستريت” قد نقلت عن مصادر في البنتاغون والبيت الأبيض أن الطائرات الحربية الروسية هاجمت قاعدة في قرية “التنف” بالقرب من الحدود مع الأردن في يوم 16 يونيو/حزيران الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية تسيطر على القاعدة وتستخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية. وذكرت “وول ستريت جورنال” أن أكثر من عشرين عسكريا بريطانيا، تركوا القاعدة قبل يوم من الضربة الجوية الروسية.

وقال المصدر الروسي إن مغادرة البريطانيين للموقع قبل يوم من قصفه، إنما يؤكد على أنه تم وبشكل مسبق إبلاغ التحالف بالغارة الروسية في المنطقة المذكورة.

ونوهت وكالة “انترفاكس” بأنه تم عقد مؤتمر فيديو بين العسكريين الروس والأمريكيين يوم 18 يونيو/حزيران بناء على طلب من الجانب الأمريكي، وخلاله زعم الأخير أن الغارة استهدفت عمدا فصائل المعارضة السورية، وذلك بناء على طلب الولايات المتحدة بعدم تنفيذ القصف.

وقال ممثل وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشنكوف، في حديث له يوم 19 يونيو/حزيران، إن ممثلي وزارة الدفاع الروسية شرحوا للطرف الآخر بشكل مفصل ومقنع أن الموقع المستهدف يقع على بعد أكثر من 300 كيلومترا خارج الأراضي التي أعلن الأمريكان أن المعارضة المعتدلة التي انضمت إلى وقف الأعمال العدائية تتواجد فيها، ونوّه بأن الجانب الروسي تصرف وفقا للاتفاقات وأبلغ بشكل مسبق قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بالمواقع المستهدفة.

ونقل كوناشنكوف أن الجيش الروسي كان قد حذر الولايات المتحدة من قبل بوجود هجمات جوية مخططة من جانب روسيا، لكن البنتاغون فشل في إمدادهم بإحداثيات مواقع المعارضة السورية المشروعة “مما تسبب في استحالة اتباع أي إجرءات احترازية لضبط ضربات الطيران الروسي”.

كما أضاف أن الجيش الروسي طلب منذ شهور بأن يتشارك المعلومات المتعلقة بمواقع القوى المختلفة المتورطة في العمليات العسكرية في سوريا، لكي يرسم خريطة شاملة، إلا أن البنتاغون لم يتقدم خطوة واحدة للاستجابة لذلك الطلب.

ومن جانبه نفى السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن يكون الكرملين على علم بالقصف، وطلب خلال رده على سؤال من الصحفيين حول الموضوع توجيه الأسئلة من هذا النوع إلى وزارة الدفاع الروسية، بحسب الوكالة.

كلمات ذات صلة

إيغور كوناشنكوف البنتاغون البيت الأبيض التحالف الدولي المعارضة المعتدلة الولايات المتحدة الأمريكية جيش سوريا الجديد دميتري بيسكوف روسيا مطار التنف العسكري

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق