على هامش اجتماعات قمة آسيان التي تستضيفها “فينتيان” عاصمة لاوس، اجتمع كل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري، وتناولت المباحثات الوضع في سوريا والخطوات اللازمة للتسوية السياسية.
وقال لافروف، إثر اللقاء إنه “في حال تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي في موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأمريكيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلا، فستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين السوريين “المعتدلين” من “داعش” و”جبهة النصرة”.
جاء ذلك بعد أيام من مباحثات هاتفية أجراها لافروف مع كيري حول الخطوات الرامية إلى تسوية الأزمة في سوريا ومكافحة الإرهاب، وذلك تنفيذا للاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى موسكو.
وكان كيري قد قال خلال زيارته لروسيا التي دامت يومين، أن بلاده توصلت مع موسكو إلى “إجراءات ملموسة” لإنقاذ الهدنة في سوريا، موضحا أنها في حال طبقت فستوفر حلا للمشاكل المتعلقة بانتهاكات القوات النظامية والهجمات التي تشنها “جبهة النصرة”، إلا أن كيري رفض الإفصاح عن الخطوات الملموسة التي تم الاتفاق عليها في قائمة طويلة لأنه يريد لها النجاح ولأنها بحاجة لمزيد من العمل كي تنجح.
وعن اللقاء الثلاثي حول سوريا، أكد لافروف أن “اللقاء الثلاثي في جنيف سيكون مكرسا لتسريع العملية من أجل الشروع في العمل على صياغة حزمة اتفاقات سياسية لتسوية الأزمة السورية”.
وعن موضوع المفاوضات السورية، شدد لافروف على “ضرورة استئنافها في أقرب وقت”، مؤكدا أن “مواقف الهيئة العليا للمفاوضات وإصرارها على طرح إنذارات في سياق الحوار، تعرقل استئناف المفاوضات”.
هذا فيما لم يتم حتى الآن تحديد موعد لاستئناف مفاوضات جنيف، حيث أعرب الموفد الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا عن أمله في استئناف جولة جديدة من المفاوضات في شهر آب/أغسطس المقبل، كاشفا أن الأسابيع المقبلة ستكون “مهمة” بالنسبة للنزاع السوري.
وانتهت في نيسان/أبريل الماضي الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي استمرت لحوالي 14 يوماً، وشهدت انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وأصدر دي ميستورا وثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان “قواسم مشتركة” بما في ذلك الرأي بأن “الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين”.
بدوره أعرب وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” للصحفيين بعد اللقاء مع لافروف عن أمله في أن تتمكن واشنطن وموسكو من الإعلان في أوائل الشهر المقبل عن تفاصيل الخطة الأمريكية الجديدة للتنسيق العسكري مع روسيا بشأن سوريا. وأشار الوزير إلى إحراز تقدم فيما يخص استكمال صياغة الخطة خلال الأيام القليلة الماضية.
وسبق أن تم طرح تحقيق تعاون وتنسيق عسكري بين موسكو وواشنطن، إلا أن أياً من الاقتراحات لم تلق طريقها للتنفيذ، مع تمسك واشنطن بمقولة أن “هدف العمليات العسكرية للبلدين متباينة”، حيث تستهدف طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مواقع تنظيم داعش فيما تستهدف روسيا مواقع الجيش الحر والمناطق المدنية المحررة التي تسيطر عليها المعارضة.
وشهدت الفترة الأخيرة عدة مكالمات هاتفية بين لافروف وكيري، تركزت حول القليل من الانتقال السياسي ولكن معظمها حول إمكانية توحيد الجهود في محاربة الإرهاب واتخاذ تدابير مشتركة ضد “جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات وضرورة الفصل بين الفصائل المعارضة و”النصرة”.