حلب تباد فيما المعارضة عاجزة والمجتمع الدولي قلق

أدت الحملة العسكرية المكثفة وغير المسبوقة من قبل قوات الأسد وحلفائه على مدينة حلب خلال الأسابيع الفائتة إلى مقتل المئات من المدنيين وإصابة وتشريد الآلاف، فضلا عن دمار شامل للمناطق المحررة والخاضعة لكتائب المعارضة، مع قطع تام لكل طرق الإمدادات التي تسمح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية البسيطة للمدينة المنكوبة، فيما تبدو المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري عاجزة عن فعل أي شيء اللهم إلا استثارة مشاعر المجتمع الدولي ببعض القلق.

وتعليقا على الأوضاع التي وصلت إليها حلب بفعل الضغط العسكري وأعمال القصف والاستهداف التي تشهدها المدينة، قال عضو تيار الغد السوري “مطيع السهو” إن المدينة تدفع ثمن تحررها وخروجها عن سيطرة النظام وأن المعارضة عاجزة عن تقديم أي حل أو مساعدة في ظل العجز الدولي وضعف المساعدات، فيما أكد العضو “إبراهيم خليل” أن النظام وحلفاءه قرروا إبادة المدينة كورقة ضغط في أي مفاوضات قادمة مع المعارضة مطالبا مزيد من الدعم للمعارضة والثوار لإنقاذ حلب وسوريا من إجرام الأسد وآلته العسكرية، ومدينًا عجز المجتمع الدولي وقلة حيلته وعجزه.

ويرى عضو تيار الغد السوري “مطيع السهو” أن حلب تدفع ثمن صمودها وخروجها عن سيطرة النظام، وتتعرض لعمليات إبادة وتهجير وتطهير ممنهجة، ذلك غير الانتهاكات اليومية المتكررة التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، حيث تعرضت المدينة لعملية إبادة مقصودة ومنظمة وممنهجة تمثلت في الحصار والقصف اليومي على منازل المدنيين بالأسلحة الثقيلة والمدمرة.

كما أكد “السهو”، في تصريح للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري، أنه ومن منظورٍ إنساني ووفق القوانين الإنسانية الدولية فإن النظام والمليشيات الطائفية والعنصرية المؤازرة له يقومان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مدينة حلب، وهي في توصيفها القانوني جرائم ارتكبت بشكل عام بحق أغلب سكان حلب.

وحول دور المعارضة مما يجري في حلب قال “السهو”: “للأسف فإن المتصدرين للقرار في الملف السوري من المعارضة مرتهنون لأجندات خارجية، والمجتمع الدولي بما فيه أمريكا وروسيا لايهمهم الشعب السوري بقدر ما يهمهم إنهاء المرحلة الثالثة من القضاء على الثورة السورية، وهي مرحلة “القضاء على داعش” لأن المرحلة الأولى كانت فتح الحدود لتجميعهم في سوريا تحت ما يسمى “مصيدة الذباب” والمرحلة الثانية “القضاء على المعارضة” من خلال قتل وطرد الجيش الحر وانضمام بعض عناصره للفصائل المصنفة إرهابية، ونحن نشهد الآن المرحلة الأخيرة والتي ستنفذ قريبا..”.

وأضاف: أما تدمير حلب وتدمير دير الزور.. فهو ليس بأذهان المجتمع الدولي، والمعارضة السورية تم حرفها تقريبا من اتجاهها الصحيح، وذلك من خلال إبعاد كثير من المفكرين السياسين والشرفاء، وعدم السماح بتشكيل أي تجمع عسكري شريف غايته التحرير من النظام وداعش، وفيما تصبح الخطوط خضراء لقتال داعش تتحول إلى حمراء عندما يتكلم أحد عن قتال النظام.

من جهته قال إبراهيم خليل “عضو تيار الغد السوري”: بالنسبة للأوضاع الكارثية التي تشهدها مناطق سوريا كافة وحلب خاصة فإنها تتعرض لسلسلة من الهجمات نظراً ﻷهميتها الاستراتيجية وموقعها الحساس، وهذه الهجمات لن تنتهي في المستقبل المنظور، وما الإعلان عن استعدادات لمفاوضات مقبلة بدون شروط إﻻ لكسب الوقت وتجميع النظام لقوات غازية جديدة “متعددة الجنسيات” في النقاط الضعيفة على الجبهات.

وبالنسبة للخروج الكامل للمنظومة الصحية والطبية عن الخدمة في حلب، أكد “خليل” أنه إجرء ممنهج متبع من قبل النظام منذ أول يوم في الثورة السورية، حيث كانت تقوم الجهات اﻷمنية بملاحقة كل مسعف للمصابين والجرحى دون اعتبار لوظيفته الإنسانية التي تحتم عليه إنقاذ من يحتاج للمساعدة الطبية.

ونوّه “خليل” في تصريح للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري، أن القلق الدولي إزاء ما يحدث في حلب ﻻ ينفع شيئاً للإنسان السوري الذي يتضور جوعاً بسبب الحصار المطبق، وبالمقارنة مع مناطق كانت محاصرة سابقاً من قبل الجيش الحر كانت “الجهات القلقة” نفسها تتبع كافة الوسائل ﻹيصال المساعدات الغذائية والطبية بحجة إنسانيتها التي تنعدم عندما يكون الشعب الثائر هو المحاصر، وهذه رسالة موجهة إلى الشعوب المطالبة بالحرية والكرامة بأن مصيركم مماثل بالقلق وعدم اتخاذ أي إجراء ملزم لوقف العنف تجاهكم.

كما أشار “خليل” إلى أن الاجتماعات المكثفة التي نسمع عنها من قبل الأطراف الفاعلة في الملف السوري فهي سلسلة اجتماعات تبدو لا متناهية ينتج عنها التنديد والشجب وﻻ تعدو أن تكون مجرد تصريحات متعاطفة مع الشعب المنكوب دون أي عمل ملموس يخفف المعاناة ويوقف الحرب.

وعن دور المعارضة السورية في هذه المرحلة، أكد “خليل” عجزها الكامل على المستويين العسكري والسياسي، وما آلت إليه اﻷمور في سوريا من نكسات متتالية بدأت من عدم اﻻرتقاء لمستوى المسؤولية المطلوب من قبل المعارضة وانتهت بعدم اﻷهلية للوقوف في موقع مسؤول.

واعتبر عضو تيار الغد السوري أن أصدقاء الشعب السوري “للأسف” ﻻ تتجاوز صداقتهم حدود المنح المالية والمساعدات اﻹنسانية والدعوة إلى الحوار السياسي دون أي دور ضاغط وفاعل ومؤثر على ساحة الأحداث.

وختم “خليل” بأن المخرج الوحيد من الحال التي وصلت إليها الأوضاع في سوريا عموما وحلب خاصة، هو في دعم الثوار وإرفادهم بما يمكنهم من فك الحصار عن المناطق المحاصرة والقضاء على آمال النظام في استعادة السيطرة على البلد التي دمرها وقتل أهلها، وإجباره على إنهاء هذه المرحلة السوداء بتسليم السلطة إلى قيادة جديدة تدير الفترة الانتقالية.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق