الديمقراطية وجلد الثعبان

ما أن أعلنت جبهة النصرة عن اتفاقها مع منظمة القاعدة الإرهابية الدولية على فك الارتباط  بينهما بالتراضي حتى انكشف الغطاء عن بعض القوى السياسية السورية بالترحيب والتهليل والتطبيل لها مؤكدين على وطنيتها السورية وارتباطها بثورة الشعب السوري متعامين عن سجونها واستبدادها الديني وإجبارها للناس على الالتزام بأفكارها ومشروعها الجهادي العالمي.

هذه القوى “المهللة للقاعدة” تقول عن نفسها أنها جزء من ثورة الشعب السوري وقيادته، “شالفين” خلف ظهورهم تأويلات متعددة (لعل وعسى..) وهم يعرفون تماما ما فعلته جبهة النصرة وأخواتها، ومنذ ظهورها وحتى هذه اللحظة لم ترفع يوما شعارا من شعارات الثورة السورية، وهي تقول وتنشر علنا في المناطق التي تسيطر عليها: إن الديموقراطية كفر.. الدولة المدنية كفر.. الانتخابات كفر.. التعددية كفر.. حقوق الإنسان كفر.. كلمة ثورة كفر.. وكذلك كلمة جيش حر ومظاهرات.. والكفر عقوبته القتل في نهجها.

إن جبهة النصرة تجاهر بأنها مشروع قاعدة منفصل عن الثورة السورية وأسبابها وشعاراتها وأهدافها، وأنها تعمل لتحقيق مشروع القاعدة بكل أهدافه، وهذا ما أكده الجولاني بأنه هو وجبهته الجديدة والقديمة مستمرون في جهادهم لإقامة شرع الله في سوريا، ولم يكتف بذلك بل دعا كل الفصائل العسكرية إلى التوحد على برنامجه، وهو بهذا يريد تجيير كل تضحيات الشعب السوري لأهداف جبهته الخاصة بجلدها الجديد، وهذا سيؤكد ادعاء جزار سوريا بأنه الوحيد الحامي للديموقراطية والعلمانية والتعددية وحقوق الإنسان وأنه يحارب في سوريا الإرهاب الدولي ليحمي العالم من جرائمه، وهذا ما أخذت تصدقه الكثير من دول العالم بعد تكاثر العمليات الإرهابية في أوربا.

إن الشعارات والرايات الداعية لدولة إسلامية وشرع إسلامي على اختلاف مسمياتها وتوجهاتها لا تخدم، ولم تخدم، إلا أعداء الثورة وفي مقدمتهم نظام العصابة الأسدية المجرم.

إننا في تيار الغد السوري نؤكد على التزامنا بأهداف ثورة الشعب السوري، وخياراته بإقامة دولته المدنية الديموقراطية، وأن الثورة السورية قامت من أجل الحرية والكرامة وليس من أجل أوهام البغدادي والجولاني ومن يؤيدهما سرا وعلانية، ويرى فيهما إمكانية الإنتماء للثورة والالتزام بأهدافها.

وبهذه المناسبة يدعو تيار الغد السوري جميع القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية للعمل معا وببرنامج عمل وطني موحد لإنقاذ سوريا من مشاريع القوى الجهادية التكفيرية المتطرفة المعادية للتقدم والحداثة وللسلام العالمي وحرية الشعوب.

عاش الشعب السوري
عاشت ثورة الحرية والكرامة
فلنعمل معا من أجل دولة مدنية ديمقراطية تلبي حقوق وأحلام كل مكونات الشعب السوري.

تيار الغد السوري
المكتب السياسي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق