يوما بعد يوم تزداد معاناة أهالي مدينة حلب في المناطق المحاصرة والبالغ عددهم أكثر 325 ألف نسمة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة، وسط نقص شديد بمادة الخبز وأسواق شبه خاوية من أي سلع غذائية أساسية.
مسؤول ملف الخبز في المجلس المحلي بمدينة حلب ياسر كور قال في تصريح صحفي له، يوم أمس السبت، إن عملية إعداد مادة الخبز وتوزيعه تتم عن طريق المجلس المحلي لمدينة حلب بالتعاون مع المنظمات الإغاثية والمؤسسة العامة الحرة للحبوب، مشيرا إلى أن كمية الخبز التي توزع على الأهالي قليلة جدا، حيث يتم استهلاك ٤٥ طنا يوميا من مادة الطحين ليصار توزيعها على نحو 325 ألف نسمة يسكنون في المدينة.
وأضاف “كور” في تصريحه لوكالة “مسار برس”، أن التوزيع يتم 4 مرات في الأسبوع وبموجب دفتر العائلة بحيث تكون حصة كل 3 أشخاص ربطة خبز واحدة تحوي 6 أرغفة وبسعر 100 ليرة سورية، مؤكدا أن هذه العملية ساهمت في تخفيف أعباء المحاصرين بالحصول على الخبز بنحو 80 بالمئة.
هذا فيما تمكن أصحاب المحلات التجارية في مدينة حلب المحاصرة من الصمود لمدة 20 يوما قبل أن يضطروا إلى إغلاق معظم هذه المحلات، وذلك منذ سيطرة قوات الأسد على طريق الكاستيلو الممر الوحيد الذي كان ينقل عبره تجار المدينة بضائعهم من ريفها الشمالي.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، استيفان دي ميستورا قد علق على المبادرة الروسية بشأن الممرات الإنسانية في حلب، بالقول إن الأمم المتحدة بانتظار المزيد من التفاصيل عن المبادرة الروسية، مشدّداً في الوقت نفسه، على أن فتح ممرات آمنة في حلب شأن يجب تركه للأمم المتحدة.
ولفت دي ميستورا، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إلى أن “الأمم المتحدة ستدرس مبادرة روسيا”، مستدركاً بالقول “نحن نؤيد مبدئياً اقتراح الممرات الآمنة في حلب، ولكننا ننتظر مزيدا من التفاصيل”.
وأوضح “نحن اقترحنا على الروس ترك مهمة إنشاء الممرات الإنسانية لنا، لما لدينا من خبرة في هذا المجال”، مشدداً على “ضرورة تأمين المؤن لمن لا يريد الخروج من حلب”. كما شدد دي ميستورا على “ضرورة ترك حرية اختيار الوجهة التي سينتقل إليها المدنيون من حلب، وعدم إجبار أي شخص على المغادرة”، مشيراً إلى ضرورة وجود “ضمانات لحماية المدنيين في حلب ومن يخرج منها”. ولفت إلى أن الموارد الإنسانية في المدينة المحاصرة تكفي سكانها لمدة ثلاثة أسابيع فقط، مطالباً نظام الأسد وروسيا بوقف القصف على المدينة.
ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية الأسبوعية، تقريرا بعنوان “أسر حلب الجائعة تخشى من أن يكون الممر الآمن خدعة”، قالت فيه: إن مئات الآلاف من المقيمين في مدينة حلب يخشون من استخدام ما تسمى بـ”الممرات الآمنة” للخروج من المدينة المحاصرة والتي أعلنت عنها روسيا وقوات الأسد.
وأكدت الصحيفة أن المدنيين يفضلون البقاء داخل المدينة المحاصرة يعانون الجوع حتى الموت على الوقوع فيما يخشون من أنها فخاخ ويرفضون الوثوق في القوات التي تهاجم المدينة.
وأضافت الأوبزرفر أن 169 شخصا هم كل من استخدموا الممرات الآمنة حسب بيان للقوات المسلحة الروسية، والذي أكد أيضا أن 69 مسلحا من داخل المدينة قد استسلموا وألقوا بسلاحهم، ونقلت الصحيفة عن الدكتور زاهر سحلول، رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية السورية الأمريكية، الذي غادر حلب قبل أيام من إتمام حصارها من قبل قوات الأسد، إن المواطنين لايقبلون أن يضعوا ثقتهم في قوات النظام والقوات الروسية التي تقوم بقصف المواقع المدنية بما فيها المستشفيات، مضيفا أن سقوط حلب في أيدي النظام لن يمثل فقط تهديدا بأزمة إنسانية كبرى بل أيضا سيشكل تهديدا للغرب.
كما نوهت الصحيفة إلى أن الغرب استقبل الإعلان الروسي عن الممرات الآمنة بشكل فاتر وأشارت إلى تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والتي قال فيها “كيف نتوقع أن يضع الناس ثقتهم في قوات النظام بينما يتواصل قيامها بالقصف دون تمييز”.