كيري يكشف عن إحباطه تجاه سياسة بلاده في سوريا

عبّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن إحباطه، لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري، وذلك بحسب محتوى تسجيل نشرته يوم أمس الجمعة صحيفة “نيويورك تايمز”.

حيث قال كيري خلال لقائه بنشطاء سوريين إن دعوته إلى التحرك عسكريًا ضد نظام بشار الأسد لم تلق آذانًا صاغية. وأوضح: “دافعت عن استخدام القوة، لكن الأمور تطورت بشكل مختلف”.

 

وحاول كيري دفع أوباما إلى اتخاذ إجراءات أقوى في سوريا، دعمًا للجهود الدبلوماسية الدولية، وبهدف دفع الأسد إلى إنهاء الحرب الأهلية الدامية. لكن وزير الخارجية الأمريكي كان على الدوام متنبهًا إلى ضرورة إظهار موقف موحد مع البيت الأبيض، خصوصًا في إطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.

ففي آب/أغسطس 2013، وبعد توجيه اتهامات إلى الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، استخدم كيري خطابًا هجوميًا أوحى بأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد عسكري، لكن أوباما عدل عن ذلك بعد ساعات.

وقال “الأمريكيون لا يوافقون على إرسال الشباب للقتال في الخارج خاصة أننا نقاتل في عدة أماكن في العالم لعقود، هذا قد يغضبكم لكنها الحقيقة، المعارضة هناك وهي تفعل ما بوسعها ونحن ندعمها”.

وأضاف كيري “أعتقد أن ما بين 3 إلى 4 أشخاص في الإدارة الأمريكية كانوا مع فكرة التدخل العسكري لكنني فقدت الحجة، دافعت عن استخدام القوة ووقفت وأعلنت أننا ذاهبون لمهاجمة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في إشارة للحديث الذي دار في البيت الأبيض قبل خطاب للرئيس باراك أوباما، قال فيه إن القوات السورية تجاوزت الخط الأحمر”.

وانتقد كيري الكونجرس لفشله في دعم هذه الضربة العسكرية آنذاك، قائلا “خلاصة القول هي أن الكونجرس رفض حتى التصويت للسماح بذلك، ولهذا فإن التدخل العسكري الجديد سيكون من الصعب تحقيقه والحصول على موافقة عليه”.

وقال كيري: “نحن نحاول مواصلة الدبلوماسية، وأتفهم أن يكون ذلك محبطًا. ليس هناك أحد محبط أكثر منا”. فيما شددت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، على أن المحادثات مع روسيا في شأن سوريا لا تزال في “العناية المركزة”، ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الأسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها.

من جهتهم عبّر النشطاء السوريون خلال اجتماعهم مع كيري عن خيبة أملهم لرؤية أن الجهود الأمريكية في سوريا تستهدف مكافحة تنظيم داعش، وليس الأسد وحلفاءه.

هذا فيما لم ينف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، صحة التسجيل لتصريحات كيري خلال اللقاء الذي تم في نيويورك خلال لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال كيربي: “لا يريد كيري التعليق على هذه المحادثة الخاصة”، مضيفا أن “الفرصة كانت سانحة له للقاء أعضاء المنظمة السورية والاستماع إلى ما يقلقهم، والتعبير لهم عن هدف الولايات المتحدة الأمريكية المستمر في وضع حد لهذه الحرب الأهلية”.

تعليقات الفيسبوك