قال قاسم الخطيب عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري خلال لقاء متلفز على قناة cbc extra في تعقيب منه على جلسة جامعة الدول العربية وما تم خلالها من تصريحات للمسؤولين العرب حول الأزمة في حلب: إننا كمعارضة سورية فقدنا الثقة في كل الدول التي كانت تدعي أنها من أصدقاء الشعب السوري، واليوم ننظر بعين جليلة للجامعة العربية ولدور مصر ولدور المملكة العربية السعودية لحل الأزمة السورية في المستقبل إن شاء الله.
وتعليقا على مطالبة الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد أبو الغيط بضرورة وقف إطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات للمحاصرين في حلب، قال الخطيب إن المواد الإغاثية، مع الأسف الشديد، موجودة على الحدود السورية، وهناك 49 بلدة ومدينة سورية محاصرة، وليست حلب وحدها من تحتاج المساعدات، ومن يمنع دخول هذه المساعدات هو سلاح الجو الروسي والنظام والميليشيات الداعمة له، مضيفا أن هذا الموضوع واضح جدا بالنسبة لنا، النظام السوري وحلفاؤه اتبعوا منذ أربع سنوات سياسة التجويع لكل الشعب السوري، ونحن لا نطالب فقط الجامعة العربية أن تنظر إلى حلب المحاصر فيها أكثر من 270 ألف شخص وإنما الشعب السوري كله محاصر داخل سوريا، ويجب تحويل كل من يقوم وينفذ سياسة الحصار في سوريا إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب سواء النظام أو الروس.
وحول لقاء القمة الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين المقبل، والذي ستتم خلاله مناقشة مقترح تركي للحل في سوريا، قال عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري: المجتمع الدولي اليوم غير جاد في وقف معاناة الشعب السوري. ماذا جنينا من كل اللقاءات التي تمت بين سيرغي لافروف وجون كيري غير المزيد من القتل والدمار، نحن اليوم فقدنا الثقة في الدول العظمى والإقليمية والعربية، مؤكدا أن الشعب السوري يقتل بشكل يومي على مدار الساعة والدقيقة، وهناك شهداء وجرحى ومحاصرين، ونحن فقدنا الثقة في كل المبادرات والاجتماعات واللقاءات بكل صراحة.
وأشار الخطيب، خلال المقابلة، إلى أن التحكم بالقضية السورية لم يعد بيد السوريين، وإنما بيد الداعمين للفصائل والكتائب المقاتلة على الأرض، ومن يقاتل إلى جانب النظام له دعم من إيران وحزب الله والميليشيات العراقية، ونفس الشيء بالنسبة لسلاح الجو الروسي الذي يدعم النظام، ونفس الشيء بالنسبة لبعض كتائب وفصائل المعارضة التي تدعمها أطراف إقليمية وعربية، أما الفصائل الوطنية فلا حول لها ولا قوة، وتتعرض للقصف مع المدنيين من قبل الطيران الروسي في حلب بحجة وجود النصرة وداعش مع أن القاصي والداني يعرف أماكن انتشار داعش والنصرة في سوريا.
وأضاف: الكل يريد أن يقوي النظام على حساب المعارضة الوطنية، الروس إلى الآن لم يقصفوا أي منطقة لداعش أو لجبهة النصرة، ومن خلال متابعة كافة التقارير الميدانية في سوريا للأسف الشديد لايوجد قتلى إلا من المدنيين.
وحول مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن وفرص تمريره، قال الخطيب إن الروس يقولون إن القرار الفرنسي لن ينفذ، وروسيا مع الصين من الدول العظمى التي لها حق النقض “الفيتو”، والأمريكان اليوم ذاهبون باتجاه إدارة جديدة، وبالأساس هم حيّدوا الفرنسيين والبريطانيين والألمان عن القرار وذهبوا منفردين إلى مفاوضات مع موسكو بدون الفرنسيين وبدون البريطانيين ولم يعتبروهم كشركاء. واليوم باتت الصورة واضحة عندما رأينا المهاترات عبر وسائل الإعلام بين القيادتين الروسية والأمريكية، ونحن رحبنا بالمبادة الفرنسية، ولكن طالما أن الروس والصينيين موجودون فبالتأكيد هذه المبادرة لن تنفذ.
وعن رأيه في الخيارات التي أمام واشنطن بعد فشل المفاوضات بين الروس والأمريكان والاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة وفشل الاتفاقات، قال الخطيب: هذه ليست المرة الأولى أو الوحيدة التي تم فيها طرح مشروع “وقف الأعمال العدائية” في سوريا بين واشنطن وموسكو، وعلى مدى الأربع سنوات الأخيرة اتفق المجتمع الدولي عدة مرات على وقف الأعمال العدائية في سوريا ووقف إطلاق النار. النظام السوري لايقبل وقف إطلاق النار، والكتائب المتطرفة التي تُدعم من قبل أجندات خارجية من بعض الدول الإقليمية والعربية بالتأكيد لا تقبل الهدنة.
مضيفا: نحن طرحنا خلال اللقاء الأخير مع السيد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وسمعنا كلاما مهما من الإخوة في القيادة المصرية، ونحن طرحنا موضوع إطلاق العملية السياسية بدون وقف إطلاق النار وبدون إدخال المواد الإغاثية بسبب أن المجتمع الدولي غير جاد وغير صادق. وبنفس الوقت السيد استيفان دي ميستورا يريد المضي بالعملية السياسية بعد وقف إطلاق النار وإدخال المواد الإغاثية. وللأسف الشديد فإننا نلاحظ أنه عندما يتم إقرار وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة نجد أنه وقع أكثر من 200 خرق لهذا الوقف لإطلاق النار فالمتصارعون على الأرض غير جادين، ونحن نحمل المسؤولية للسيد دي ميستورا ونطالبه بإطلاق العملية السياسية عسى ولعل أن تتفق المعارضة مع النظام على حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري.
ونوه الخطيب إلى أنه إذا كان المجتمع الدولي اليوم عاجز ومنذ شهور عن إدخال قافلة مساعدات إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية فما الفائدة من هذا المجتمع الدولي، ونحن نقتل بشكل يومي بسلاح روسي وتصريحات أمريكية وتصريحات تركية وميليشيات عراقية وإيرانية؟.
وتعليقا على تصريحات واشنطن التي قالت إن صبرها قد نفذ وتصريحات باريس أنها ستعتبر من يعرقل مشروع قرارها لوقف إطلاق النار في حلب متواطئا وشريكا في جرائم حرب في حلب، قال الخطيب: نحن منذ أربع سنوات نسمع السيد أردوغان وهو يقول إن صبره قد نفذ، واليوم سمعنا عدة مرات من الخارجية الأمريكية والقيادة الأمريكية أن صبرهم بدأ ينفذ والشعب السوري يقتل، إلى أي نتيجة أوصلونا إلا إلى مزيد من القتل والدمار؟!. نحن لا نعول لا على الأمريكان ولا على الأتراك. نحن اليوم ننظر إلى جمهورية مصر العربية وإلى تحالف سعودي مصري وإلى الجامعة العربية، عسى ولعل أن ننهي هذه الأزمة.
وعن رأيه في الحل السياسي الذي يرضي جميع الأطراف وينهي معاناة السوريين، قال الخطيب: هناك وثائق اتفقنا عليها وتوافقنا عليها نحن كمعارضة سورية، وفي نفس الوقت هناك وثائق أصدرها المجتمع الدولي. الوثيقة الأولى صدرت في 30/6/2012 وقعت عليها المعارضة السورية والأمريكان والروس، وهناك القرار 2254 الذي تم اتخاذه بعد لقاءات ومؤتمرات في برلين وفيينا وجنيف، وهذه القرارت إذا استطاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يطبقها فلا مشكلة لدينا، وسنكون متفقين على كل الحلول، ونحن طرحنا بموجب هذه الوثائق أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة، والجيش السوري الذي هو حام للوطن وليس حاميا للنظام، وأن الجيش السوري هو جيش للدولة وليس جيشا لعصابة الأسد، ويجب الحفاظ على المؤسسة العسكرية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية كي تحفظ أمن المواطنين، ويجب الحفاظ على بنية الدولة السورية، ونحن نرفض أن تكون سوريا مثل العراق في 2003 أو مثل ليبيا في 2011.
ولكنهم، بحسب الخطيب، يريدون اليوم مرحلة جديدة لبشار الأسد، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن من كان يوالي بشار الأسد في 2011 و2012 سحب منه هذه المولاة بعد كل هذا القتل والدمار، ومن يحمي بشار الأسد اليوم هو الميليشيات العراقية والإيرانية، وبشار الأسد ليس بيده أي قرار يتخذه داخل سوريا، والقرار للعصابات التي أدخلها سواء إيرانية أو أفغانية أو حزب الله، والروس هم من يفاوضون باسمه اليوم في جنيف أو في مجلس الأمن أو في أي قرار دولي يتخذ، وهو من أوصلنا إلى أن تكون سوريا ساحة لصراعات دولية.