آقبيق: الفيتو الروسي يعني استمرار المعاناة في حلب

وصف المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، منذر آقبيق، استخدام روسيا لحق النقض الفيتو على مشروع القرار الفرنسي الذي شاركت في صياغته إسبانيا في مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة التي عقدت يوم أمس السبت، بأنه كان أمرا مؤسفا.

وقال آقبيق خلال مداخلة هاتفية مع قناة cbc Extra عقب الجلسة مباشرة، إن مشروع القرار الفرنسي كان يهدف إلى وقف القصف الجوي على حلب ووقف الأعمال العدائية، وهو قرار لو تم اعتماده وتطبيقه كان سينقذ أرواح الناس في سوريا، والدولة الوحيدة التي اعترضت على القرار هي روسيا، وهذا معناه أن القصف سوف يستمر، وأن الحرب سوف تستمر، وأن دخول المساعدات الإنسانية سيكون شبه مستحيل، ومعناه أيضا معاناة إضافية لأكثر من ربع مليون إنسان مدني معظمهم من الأطفال والنساء في المدينة المنكوبة.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قد اتهمتا روسيا بنشر الفوضى في سوريا وعدم المساعدة في دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة خلال اجتماع مجلس الأمن.

وأضاف آقبيق أنه بات واضحا الآن أن هناك محوران: محور المجتمع الغربي ومعه معظم الدول العربية، ومحور روسيا إيران ونظام الأسد، وسوف ننتظر المحور الذي دعا إلى القرار وصوّت لصالحه ما الذي سيقوم به من خطوات غير دبلوماسية لمساعدة الشعب السوري طالما أن الدبلوماسية قد فشلت.

وقال المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري: نحن لا نتوقع طبعا أن تُشن حرب من قبل المحور الغربي، لأنها ستكون حربا شبه عالمية، ولكن هل سيكون هناك مساعدات إضافية للثوار المعتدلين لكي يدافعوا عن أنفسهم ويدافعوا عن المدينة؟ هل سيزودون الثوار بأسلحة تجنبهم قصف الطيران وتمنع الطيران من تدمير حلب فوق رؤوس ساكنيها؟، أم ستكون مجرد إدانات وإدانات فقط ليترك السوريون في حلب ليتم افتراسهم من قبل الذئاب؟.

وحول الخيارات غير الدبلوماسية التي تحدثت عنها الإدارة الأمريكية ومنها تزويد الثوار بأسلحة نوعية قال آقبيق: إن المساعدات الأمريكية بالفعل قدمت لبعض فصائل الثوار، ولكنها كانت غير كافية، وسياسات الولايات المتحدة في سوريا خلال السنوات الأربع الماضية كانت تقول إنها تؤيد حق الشعب السوري في التغيير السياسي والانتقال من الدكتاتورية والاستبداد إلى نظام ديمقراطي، وقبل 2014 كانت الولايات المتحدة تقدم مساعدات “غير قتالية” للجيش الحر، وبعد فشل جنيف 2014 بدأت بتقديم “مساعدات قتالية” منها صواريخ “التاو” التي كان لها أثر كبير في المعركة، ولكن الذي كان يحصل أن السياسات المترددة للولايات المتحدة قابلتها من محور “روسيا إيران نظام الأسد” سياسات كانت تذهب أبعد، وكانوا يسبقون الولايات المتحدة والمحور الغربي بخطوات، إذا صح لنا اعتبار ما يجري في سوريا لعبة شطرنج استراتيجية، وكانوا دائما يضعون إمكانيات أكبر بيد نظام الأسد، وبالتالي فإن كل المساعدات التي قدمت كانت غير كافية لإحداث التوازن أو ترجيح الكفة المطلوب لكي يدفع نظام الأسد للعودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف وتقديم تنازلات سياسية.

ونوّه آقبيق إلى أن الإدارة الأمريكية الآن في آخر شهرين من عمرها، ولا نعلم إن كانت هذه الإدارة ستقوم بعمل مختلف عما قامت به في السابق، ولا نظن ذلك، وبالتالي فإن أمامنا شهران أو ثلاثة في غاية الصعوبة على أهالي حلب، ولكن مازال بالإمكان تقديم دعم عسكري إضافي للثوار لكي يستطيعوا الدفاع عن سكان حلب وعن المدنيين في حلب.

وحول مسؤولية “جبهة النصرة” عن انهيار الهدنة الأخير في حلب، وهي الاتهامات التي روّجها الجانب الروسي والنظام السوري، قال آقبيق: أنا لست في معرض الدفاع عن “جبهة النصرة”، ونحن في تيار الغد السوري نعتبرها كعدو لنا وللشعب السوري، مثلها مثل داعش وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية “النجباء” وغيرها والميليشيات الأفغانية التي جاءت إلى سوريا لقتل الشعب السوري، وعليها الخروج من سوريا، ولكن الذي خرق الهدنة في سوريا هو النظام، وهو أمر مثبت وواضح تماما وأدانته الأمم المتحدة نفسها.

وأكد آقبيق أن “النصرة” غير موجودة في “الكاستيلو”، والنظام سيطر على طرسق الكاستيلو منذ أشهر، وكان الاتفاق الروسي الأمريكي يقضي بانسحاب النظام من الكاستيلو والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وجعل المنطقة منزوعة السلاح، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، والذي حدث أن قافلة مساعدات إنسانية مكونة من عشرات الشاحنات قد تم قصفها من الجو، والجهات التي تملك الطائرات وتقصف من الجو هي النظام وروسيا، وهناك لجنة الآن من الأمم المتحدة للتحقيق وتقصي الحقائق للتحقيق في هذا الأمر.

وأضاف أيضا: خلال عيد الأضحى الفائت كان هناك هدنة استمرت ليومين أو ثلاثة وقد تفاءلنا كثيرا في أول أيام العيد أنه لم يسقط قتيل واحد في سوريا، أي أن كل الجهات قد التزمت بالهدنة، ومنها الجهات التي تصنف أنها إرهابية ومنها “جبهة النصرة”، وكان بإمكانها أن تفسد هذا الأمر منذ اللحظة الأولى ولكنها لم تفعل، والذي خرق الهدنة هو قصف قافلة المساعدات الإنسانية خلال أيام عيد الأضحى، وهذا الأمر تم من قبل النظام ومن قبل روسيا.

وأشار آقبيق إلى أن النظام وروسيا يقولان إنهما يستهدفان الإرهابيين، ولكن لا يوجد أي مبرر لهدم مدينة فوق رؤوس سكانها واستهداف المستشفيات والمدنيين والنساء والأطفال، هذه ليست حربا على الإرهاب، هذه حرب ضد الشعب السوري، نحن نقول “إن من يريد أن يحارب الإرهاب يجب عليه أن يستهدف الإرهابيين أنفسهم، وأن لا يقتل الشعب كله بحجة استهداف الإرهاب”.

كما أكد آقبيق على أن النظام وروسيا معروف تماما ماذا يريدون، هم يريدون أخذ حلب والذهاب باتجاه تحقيق انتصار عسكري شامل ووأد الثورة السورية بالكامل واستبعاد أي فرصة لانتقال سياسي للسلطة واستبدالها بحكم ديمقراطي في سوريا. هم يلقون الحجج هنا وهناك، ونحن نقول إنه لا يمكن الفصل بين “النصرة” وبين بقية الفصائل في سوريا إلا في حالة اعتماد وقف إطلاق النار، وعندما يكون هناك هجوم وقصف والناس يموتون والحرب مستعرة كيف يمكن إحداث “الفصل”، هذا الأمر من الناحية العسكرية مستحيل، لم تتح الفرصة أبدا للولايات المتحدة وللمعارضة السورية لكي تعملا على هذا الأمر، وهو ما دعونا وندعو له.

وختم آقبيق: موضوع “الفصل” موضوع ضروري، ونحن لا نريد هؤلاء “النصرة”، والسوريون لم يدعوهم أصلا. هم أتوا نتيجة عنف الأسد وتنكيله بالشعب السوري، ولكن يجب إتاحة الظروف المناسبة لكي يتم إحداث هذا “الفصل” وإنجازه.

تعليقات الفيسبوك