صحف عربية: الشعب السوري يدفع ثمن الصراع الروسي الأمريكي

في تقرير موسع لموقع “بي بي سي” تناول أهم ما تناولته الصحف العربية حول التوتر الروسي الأمريكي بخصوص سياسة البلدين حيال الملف السوري، اتفقت معظم الآراء على أن كفة الروس رجحت في ميزان القوى العالمي على حساب الدور الأمريكي، ما أدى إلى تفوق واضح لنظام الأسد على حساب المأساة التي يعيشها معظم الشعب السوري.

حيث وصفت صحيفة “عكاظ” السعودية تصاعد التوتر الروسي الأمريكي حيال سوريا بأنها “حرب باردة جديدة”، مبدية مخاوفها من أن تتحول هذه الحرب الباردة إلى “صدام مسلح” بين الدولتين.

وحذرت الصحيفة من أن “طبول الحرب التي بدأت تُقرع بين أكبر قطبين في العالم، ربما لا تكون في مصلحة المأساة الإنسانية في سوريا ولا في مصلحة المنطقة والعالم أيضًا”.

وقالت إن “وقف الحرب المجنونة في سوريا بات مطلبا عالميا وإنسانيا”، إلا أنها في الوقت ذاته طالبت بموقف “حاسم وحازم” تجاه ما سمَّته “التعنت الذي يبديه النظام بمساعدة حلفائه من الروس والإيرانيين” لدفع دمشق “إلى القبول بوقف إطلاق النار والذهاب إلى المفاوضات على الأسس والمبادئ المتفق عليها دوليا وإقليميا والمتمثلة في جنيف 1 و 2 والقرارات الدولية ذات الصلة”.

هذا فيما تساءل ماهر أبوطير في صحيفة الدستور الأردنية قائلا: “هل ننتظر حربا عالمية؟”، مشيرا إلى أن المشهد “معقد جدا، واستغراق واشنطن برسائل التهديد، أمر لم يعد مجديا”.

وقال أبوطير إن “حدة الصراع الأمريكي الروسي، التي يظهر أنها تخفت أحيانا جراء الكلام الدبلوماسي والصفقات الأمريكية الروسية التي تفشل سريعا، حدةٌ لا يمكن التعامي عنها”.

أما راجح الخوري في صحيفة “النهار” اللبنانية فرأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل الأيام الأخيرة للإدارة الأمريكية الحالية لمساعدة بشار الأسد في “ترميم سلطته واستعادة سيطرته على مزيد من الأراضي، ما يؤدي إلى تضييق الخيارات أمام الرئيس الأمريكي المقبل حيال الوضع السوري”.

وأضاف خوري أن “نافذة الفرص مفتوحة أمام بوتين من الآن إلى مطلع آذار/مارس المقبل موعد انطلاق الإدارة الأمريكية الجديدة، ما يعني أنه سيحاول خلال خمسة أشهر إرساء وضع يلائم حساباته في سوريا، لأنه يعلم أن الرئيس الجديد للبلاد سينتهج سياسة أشد حزماً في التعامل مع الكرملين والنظام السوري”.

أما محمد صالح الفتيح في صحيفة “السفير” اللبنانية فرأى أن “مسار الأزمة السورية ودور روسيا فيها بات يشكل جزءًا مهمًا من مكانة روسيا العالمية”.

وأضاف الكاتب أن “ما تحاول روسيا القيام به، وإن حمل في مظاهره بعض التناقض، هو التحرر من الأزمات الاقتصادية، وكذلك العمل على الحيلولة دون خروج الصراعات المسلحة عن السقف المقبول”.

هذا فيما أشارت صحيفة “الرياض” السعودية في افتتاحيتها إلى إن “الأزمة السورية تحتاج إلى حكمة دولية حتى لا تمتد تبعاتها، وإن كانت امتدت بالفعل، وتصبح أكثر تعقيداً مما هي عليه الآن في ظل التباعد الروسي الأمريكي وارتفاع حدة التصريحات التي وصلت إلى حد التهديد في بعض الأحيان ما ينذر باحتمال مواجهة عسكرية أيا كانت طبيعتها حتى وإن كانت محدودة فذلك تعقيد غير مرغوب فيه”.

وفي السياق ذاته، حذرت صحيفة “الشرق” القطرية من مغبة ما يحدث في حلب وغيرها من المدن السورية، قائلة: “إن ما يحدث في حلب خصوصاً، وفي غيرها من المدن السورية عموماً، جريمة ضد الإنسانية”.

وحذرت الصحيفة أنه “إذا لم يتوقف هجوم الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون وحزب الله على المدينة الآن فإن النتيجة الطبيعية ستكون هزيمة الثورة السورية بأكملها، وبداية جديدة لكارثة إنسانية غير مسبوقة في الحجم والمدى”.

وطالبت الصحيفة المنظمات الدولية “وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس أمنها والقوى الدولية الفاعلة في العالم والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، أن تنهض بمسؤولياتها، ويكون لها دور قوي في الضغط على روسيا وإيران والأسد، لإجبارهم على التراجع ووقف القصف والدخول في مرحلة سياسية جديدة”.

كما طالبت المنظماتِ الإنسانية العالمية والإسلامية “بالضغط لإدخال المساعدات الغذائية والطبية العاجلة لإنقاذ الأرواح” في المناق المحاصرة في سوريا.

تعليقات الفيسبوك