الأمم المتحدة بإمكانها إيجاد حل في سوريا عبر تفعيل مبدأ الاتحاد من أجل السلام

أكد الناطق باسم تيار الغد السوري، منذر آقبيق، على أن هناك حالة انسداد واضحة في مسار الملف السياسي السوري، رأيناها جلية في الاستعصاء الذي تم في مجلس الأمن الدولي يوم السبت الفائت، وأن هناك انسدادا في الأفق السياسي بين الغرب وروسيا وتوترا كبيرا بين الطرفين، مضيفا أنه مازال بإمكان المعارضة السورية أن تفعل أشياء حيال تحريك الملف، وهناك خطوات ممكنة من شأنها أن تحسن الوضع السياسي الذي وصلنا إليه اليوم.

ولفت آقبيق، خلال لقائه في برنامج “غرفة الأخبار” على قناة “سكاي نيوز عربية” مع الإعلامي “مهند الخطيب”، إلى إمكانية أن تلجأ الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى مبدأ “الاتحاد من أجل السلام” الذي اتخذته في 3/11/1950 تحت الرقم (377/5)، وتطبيق هذا القرار في سوريا يمكن أن يعطي مشروعية المقاومة للمعارضة السورية، كما يعطي المشروعية لمن يريد مساعدة ودعم المعارضة السورية، وهو مهم فيما إذا صدر عن الجمعية العمومية، ولكنه بحد ذاته لا يكفي، وهناك خطوات أخرى يجب أن تتخذ.

من هذه الخطوات، بحسب آقبيق، أنه يجب معالجة المواضيع التي يوجد الآن خلاف أساسي بشأنها مثل موضوع الإرهاب وموضوع النصرة، فروسيا تكرر يوميا موضوع “النصرة”، ونحن كمعارضة نقول إننا لا نريد هؤلاء، ويجب التخلي عنهم بشكل واضح سياسيا وعسكريا، وبالمقابل على روسيا أن تضيف الميليشيات الطائفية التي تدعم النظام إلى قائمة غير المرغوب فيهم في سوريا.

ورفض آقبيق الدعاوى التي تقول إن مقاتلي النصرة هم الأكثر تأثيرا ميدانيا في سوريا، مؤكدا على أنهم أقلية، ونوّه إلى أن المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا أعلن بشكل واضح أن عددهم في حلب الشرقية أقل من عشرة بالمئة من مجموع مقاتلي المعارضة (أقل من 900 مقاتل تسعة آلاف)، متسائلا “فكيف يمكن لأغلبية تسعة آلاف مقاتل أن يكونوا أقل فاعلية وقدرة من تسعمائة”.

وأضاف آقبيق أنه حتى وإن كان موضوع الفصل بين فصائل المعارضة على الأرض وميدانيا صعبا، فعلى الأقل يجب البدء به سياسيا، والتخلي عنهم عسكريا يتطلب وقفا لإطلاق النار، ويجب أن لا ننسى أن هناك جهات إرهابية وطائفية مثلها مثل النصرة كحزب الله والميليشيات الشيعية الإيرانية والأفغانية والعراقية يجب على روسيا عندما تتكلم عن النصرة أن لا تهمل هؤلاء، وكما أنه يجب على النصرة أن تخرج من حلب على هؤلاء أيضا أن يخرجوا، هذه المواضيع الأساسية يجب على الأطراف أن يعالجوها حتى يمكن حل العقدة على طريق الحل السياسي في سوريا.

وحول الزيارة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا، يوم أمس الاثنين، وتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يسعى لتطبيع العلاقات مع روسيا في أسرع وقت، قال آقبيق إنه بات واضحا أن تركيا غيرت سياستها تجاه سوريا، ولكن هذا لا يعني أنها تخلت عن المعارضة السورية، ولا يعني تغير موقفها من ضرورة التغيير في سوريا وتنحي الأسد عن السلطة، ولكن هناك بعض التغييرات التكتيكية والاستراتيجية في الموقف التركي مثل ما حدث عندما زار أردوغان روسيا والتقى بوتين في سان بطرسبورغ (3 آب/أغسطس) فبعدها مباشرة استعاد النظام المناطق التي انتزعها الثوار في جبهة الراموسة جنوب حلب، والتي بذلوا جهدا كبيرا جدا لفتح هذه الثغرة والسيطرة على المنطقة، وفي نفس اليوم دخلت فصائل المعارضة بمؤازرة من الجيش التركي إلى مناطق شمال حلب ابتداءا من جرابلس وبدء عملية درع الفرات، وهو ما بدا وكأنه “صفقة” بين الروس والأتراك لمنع وللحد من التمدد والسيطرة الكردية على مناطق شمال حلب وغرب الفرات، وإنشاء المنطقة التي تكلمت عنها تركيا والتي ستخضع لحماية الجيش التركي.

وحول الاتفاق الروسي التركي على ضمان توصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حلب، اعتبر آقبيق أن الجانبين يريدان التأكيد على حرصهما على المدنيين المحاصرين والذين يبلغ عددهم 275 ألفا، مؤكدا على أنه لا أحد مهتم بالسوريين إلا السوريون أنفسهم، أما الدول الأخرى فإنها تبحث عن مصالحها، وأنه لا يوجد مفر ولا يوجد خيار سوى محاولة إعادة تطبيق قرار وقف الأعمال العدائية “الهدنة” ووقف القصف والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.

ولفت آقبيق إلى أن مشروع القرار الفرنسي الإسباني في مجلس الأمن الدولي كان مشروعا ممتازا، ونشعر بالأسف الشديد مع الإدانة لممارسة الفيتو عليه، ونتساءل لماذا الفيتو في مواجهة قرار يدعو إلى وقف قتل المدنيين ودخول مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة، وهل من الممكن أن نهدم مدينة من أجل بضع مئات من عناصر النصرة؟!، مؤكدا على أنه لا يمكن محاربة الإرهاب بهذه الطريقة، وهذه حجة غير مقبولة.

وختم آقبيق كلامه بأن “الأسد” يجب عليه أن يعرف أنه لا يمكن له أن ينتصر عسكريا، وعليه أن يعترف بأن هناك ثورة شعبية يجب أن تنتهي بانتقال سياسي. والطريق الوحيد الواضح أمامنا اليوم، رغم أنه لا يوجد ضوء في آخر النفق، “يجب على الجميع الاعتراف بهذه الثورة والذهاب إلى وقف لإطلاق النار والذهاب إلى حل سياسي وانتقال سياسي، وعلى الجميع أيضا “النظام وروسيا” و”المعارضة والولايات المتحدة” أن يتفقوا على مواجهة الفصائل المصنفة إرهابية وفق الأمم المتحدة وهي داعش والنصرة.

تعليقات الفيسبوك