نفت روسيا التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مقترح لخروج آمن لمقاتلي المعارضة في حلب حتى الآن، فيما أكد قياديون في فصائل المعارضة تسلمهم مقترحا بهذا الخصوص تدعمه واشنطن.
فقد أكد “سيرغي ريابكوف” نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعمل لتهيئة الظروف المناسبة لخروج آمن للناس من حلب، بحسب تصريحات نقلتها مصادر إعلامية روسية.
لكن ريابكوف شدد على أن قضية انسحاب من وصفهم بالمتشددين “هي موضوع الاتفاقات المنفصلة، ولم يتم التوصل بعد لهذا الاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك يعود بشكل كبير إلى إصرار الولايات المتحدة على شروط غير مقبولة”.
من جهتهم، أكد قياديون في فصائل المعارضة المسلحة في حلب لوكالة “رويترز” أنهم تسلموا خطابا يتضمن الخطوط العريضة للمقترح الذي يوفر خروجا “مشرّفا” لمسلحي المعارضة إلى مكان يختارونه.
وقال أحد القادة الميدانيين في حلب “أرسلوا لنا خطابا، هم يقولون من أجل سلامة المدنيين يمكنكم المغادرة بطريقة مشرّفة إلى أي مكان تختارونه، وإن الروس سيتعهدون علنا بأن أي أحد لن يتعرض لأذى أو يتم إيقافه”، مؤكدا أنهم لم يقدموا ردا حتى الآن.
وأوضح قيادي آخر أن الوثيقة يجري تداولها بين الفصائل، وأن الشيء الأساسي الذي تتضمنه هو مغادرة جميع المقاتلين بطريقة مشرّفة.
وكان نص الاتفاق المقترح قد حدد يوم السبت الفائت “العاشر من كانون الأول/ديسمبر” الجاري تاريخا لبدء رحيل المقاتلين عن القسم الشرقي من مدينة حلب، لأجل تحقيق استقرار الوضع فيها وتخفيض مستوى العنف، ومنع الخسائر المدنية وتجديد وصول المساعدات الإنسانية.
كما أكد على أنه ينبغي على الحكومة السورية وحلفائها أن تضمن “علنا ومسبقا” سلامة خروج كل المقاتلين وأفراد عائلاتهم والمدنيين من المدينة، بالإضافة إلى ضمانها البقاء للمدنيين الذين يرغبون في ذلك بمناطق شرق حلب، وإعطاء الضمان العلني بأن كل المقاتلين أو المدنيين الذين سيخرجون عبر ممرات الإجلاء من المدينة لن يحتجزوا أو يتم إيذاؤهم.
ونص الاتفاق المقترح أيضا على إنشاء عدة ممرات إجلاء يشار إليها بوضوح للسماح بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين من شرق حلب، والتواصل مع المدنيين والمقاتلين في حلب لإعلامهم بشروط الإجلاء والتوقيت والعملية وممرات الخروج، والأمكنة التي يمكن للمقاتلين والمدنيين التوجه إليها.
وقبل بدء عملية الإجلاء، بحسب نص الاتفاق المقترح، على قادة مجموعات المعارضة المسلحة تأكيد استعدادهم للخروج من شرق حلب، إما علنا أو للولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا الاتحادية.
ويمكن، وفقا للنص المقترح، للمدنيين مغادرة شرق حلب والذهاب إلى أي مكان، كما يمكن للمقاتلين أن يخرجوا من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة فقط عن طريق أحد الأماكن المحددة بما فيها محافظة إدلب ومنطقة الحدود السورية التركية شمال شرق حلب، أما مقاتلو جبهة فتح الشام “جبهة النصرة” فسيخرجون مع سلاحهم الخفيف إلى إدلب.
وأشار نص الاتفاق إلى أنه سيجري ترتيب حرية الوصول الكاملة ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية لعامة سكان حلب الذين يغادرون أو يبقون في المدينة، عن طريق الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة التي ستوزع المساعدات تبعا للإطار الزمني المعمول به. مؤكدا على أنه إذا لزم الأمر، وبالاتفاق مع الأمم المتحدة وروسيا وأمريكا، يمكن تمديد وقف إطلاق النار إذا لم يتمكن بعض المقاتلين أو المدنيين من مغادرة المدينة ضمن الوقت المحدد.
ونص المقترح أيضا على أنه بعد إتمام خروج المقاتلين من شرق حلب، سوف يعلن فرقاء النزاع، تحت رعاية الأمم المتحدة وروسيا وأمريكا، إعادة وقف الأعمال العدائية في سوريا، وسيقومون حالا باتخاذ خطوات لاستئناف الحوار بين السوريين.