الغارديان تصف حلب بمقبرة كبرى وتعتبر ما يحصل فيها عارا على هذا الجيل

وصفت جريدة “الغارديان” البريطانية مدينة حلب بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على أغلب أحيائها بأنها باتت “مقبرة كبرى”، وقالت إن سقوط مدينة حلب في أيدي قوات الأسد يشكل “عاراً على هذا الجيل”.

ووصفت الصحيفة في الأوضاع المأساوية في المدينة بعد أن دخلت قوات الأسد أغلب أحيائها، مشيرة إلى أن مدينة حلب باتت اليوم “مكاناً يوحي بنهاية العالم”، في إشارة إلى أن كل شيء في المدينة بات مدمراً، وأن القتال لم يترك فيها حجراً على حجر.

وقالت الغارديان إن سقوط مدينة حلب التي ظلت محاصرة طوال السنوات الماضية لن يُنهي المأساة الإنسانية في المدينة، مؤكدة أن نظام الأسد تقدم فيها على حساب الثوار بفضل الغارات الروسية العنيفة التي استهدفت المدينة، واستهدفت مواقع الثوار السوريين فيها.

ولا يزال عشرات الآلاف من الناس محاصرين في شرق حلب وليس لديهم سوى القليل من الماء والطعام والمأوى ولم تتبق أية مستشفيات لتقديم العلاج للمرضى أو للجرحى في المدينة التي تحولت إلى “مقبرة كبيرة”.

واستعرضت ما يسيطر عليه نظام الأسد من مساحة الأرض السورية، واكدت إن “انتصار الأسد في حلب سيعني سيطرته على المدن الخمسة الرئيسية في سوريا، إلا أن هذا لا يزال يعني أن الأسد يهيمن على ثلث مساحة سوريا فقط، فيما لا يزال تنظيم داعش يسيطر على معظم شرق سوريا، كما تمكن التنظيم من احتلال مدينة تدمر قبل أيام في معركة أظهرت ضعف النظام واعتماده على قوة الطيران الروسي”.

كما نقلت الصحيفة مناشدات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمدنيين في شرق حلب لتأمين الحماية لهم على وجه السرعة “قبل فوات الأوان”، مضيفة أنها كانت على استعداد للمساعدة في عمليات الإجلاء إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين القوات الموالية للأسد وجيوب المعارضة المتبقية في المدينة.

وقال باول كرزيسيك، رئيس الاتصالات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من حلب، “علينا أن نعمل الآن، نحن بحاجة إلى تحييد تسييس عملية حماية المدنيين، نحن بحاجة إلى وضع حياتهم أولا، ونحن بحاجة إلى أن نفعل ذلك الآن قبل أن أن يفوت الأوان.

وأضاف كرزيسيك “نحن مستعدون لتنفيذ أي حكم من أحكام أي اتفاق بين الطرفين من أجل المدنيين، هذا هو دورنا كوسيط محايد، ونحن على أهبة الاستعداد لذلك، ونحن بحاجة إلى التحرك قبل فوات الأوان حتى نتمكن من إنقاذ حياة المدنيين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم”.

عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا عالقين في رقعة تتقلص على مدار الساعة في شرق حلب إثر هجوم مكثف لقوات الأسد والميليشيات المدعومة من إيران، وبدعم من القوات الجوية الروسية، والتي جعلت بشار الأسد في متناول نصر رئيسي في الحرب.

الناس في شرق حلب، الذين أصدروا نداءات الاستغاثة ومناشدات للمجتمع الدولي لإنقاذهم من الانتقام من قبل القوات الموالية للأسد، واصلوا نشر رسائل الوداع ليلة أمس، متوقعين الموت جراء القصف المستمر أو التعرض للتعذيب والقتل إذا استسلموا لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.

وقال أحد سكان شرقي حلب في رسالة نصية، بحسب ما نشرت الغارديان، “من فضلكم احكوا قصصنا للعالم، واسمحوا لابني أن يفخر بوالده”.

وقال أحد السكان إن الغارات الجوية هدأت صباح اليوم الثلاثاء بسبب انخفاض الرؤية والمطر، ما قدم فترة راحة قصيرة للمدنيين الذين كانوا لا يزالون يبحثون عن مأوى في المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الثوار.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن “آلاف أرواح المدنيين القريبين من الخطوط الأمامية في شرق حلب في خطر مع وصول المعركة إليهم وسقوط المنطقة في حالة من الفوضى، دون أي أمل في الوصول إلى مناطق آمنة، مضيفة “كارثة إنسانية عميقة ومزيد من الخسائر في الأرواح يمكن تجنبه إذا ما أمكن تطبيق القواعد الأساسية للحرب والإنسانية”.

تعليقات الفيسبوك