أعلن الجيش الروسي أن قوات النظام استأنفت المعارك في شرق حلب، وأفاد في بيان له أن “مقاتلين متمردين” اغتنموا الهدنة “فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب”، مؤكدا أنه “تم صد هجوم الإرهابيين وواصل الجيش السوري عملياته لتحرير أحياء شرق حلب”.
في المقابل، اتهمت أنقرة النظام وحلفاءه بخرق الهدنة التي أعلنت أمس بموجب اتفاق روسي تركي، حيث كان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء اليوم الأربعاء عند الساعة الخامسة صباحا، ولكنها تأخرت أو ألغيت بسبب اشتراط النظام وحلفائه الإيرانيين إخراج مجموعة من العناصر والجرحى في كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، ويبدو أن قوات النظام ستحاول استكمال السيطرة على مدينة حلب التي شكلت ساحة معارك منذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين الطرفين.
وقد أحرزت قوات النظام تقدما سريعا خلال شهر داخل الأحياء الشرقية بمساعدة الميليشيات المرتزقة الإيرانيين، حيث بات مقاتلو المعارضة محصورين داخل بقعة جغرافية صغيرة.
وتوقع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” خلال منتدى دبلوماسي اليوم أن يستمر آخر مقاتلي الفصائل المعارضة في شرق حلب في “المقاومة” ليومين أو ثلاثة أيام، قبل تسوية الوضع في المدينة، حيث باتت قوات النظام تسيطر على الجزء الأكبر منها.
وكان وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك ايرولت” قد طلب باسم بلاده نشر مراقبين دوليين للإشراف على إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب، والحؤول دون تعرض عناصر الفصائل المعارضة “للقتل”، وأضاف في تصريح متلفز “يجب ان تتمكن المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر واليونيسف من التدخل أيضًا”، مشيرًا إلى أن “الفوضى تامة” ميدانيًا.
وكذلك طالبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “سامنثا باور” مساء أمس الثلاثاء بنشر “مراقبين دوليين حياديين” في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين بـ”أمان تام”، مشددة على أن المدنيين الراغبين في الخروج من شرق حلب “خائفون، وهم محقون في ذلك، من تعرضهم للقتل على الطريق أو من نقلهم إلى أحد معتقلات الأسد”.