قُتل عشرات المدنيين في مدينة حلب خلال اليوم الأخيرين جراء الهجمات العنيفة التي تشنّها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على الأحياء الشرقية للمدينة، ليصل إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا في المدينة منذ شهر إلى 1138 مدنيًا.
هذا فيما توقفت الغارات والقصف الثقيل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المعارضة والنظام، فيما وصلن قافلة الجرحى والمصابين من مدينة حلب إلى معبر باب الهوى في تمام الساعة الثالثة اليوم الخميس.
وقال مدير الدفاع المدني في حلب “نجيب الأنصاري” إن 67 مدنيًّا قُتلوا جراء هجمات النظام السوري يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، قبيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأضاف أن “هناك عدد كبير جدًا من القتلى داخل الأزقة، فضلًا عن المصابين الذين ينتظرون الإنقاذ تحت الأنقاض، لكننا لا نستطيع إخراجهم”.
وأوضح الأنصاري أن إجمالي عدد قتلى المدنيين في الأحياء والمناطق المستهدفة من قبل النظام وداعميه، وصل إلى 1138 منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حتى اليوم.
كما قال المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع المدني بحلب “إبراهيم أبو ليث” إن آلاف الأشخاص كانوا قد اضطروا للانتقال إلى مناطق أخرى خاضعة للمعارضة بسبب القصف العنيف، وسط انعدام كامل للمواد الغذائية.
وأشار أبو ليث إلى انخفاض درجات الحرارة في المنطقة وانعدام المواد اللازمة للتدفئة، مضيفًا: “هناك عدد كبير من الناس يبيتون في الشوارع، إلا أن القصف يطال المناطق التي يجتمعون فيها. البكاء والأنين يملأ الأحياء، أطفالا ونساء ورجالا، الجميع يبكي من الألم”.
وأوضح أن “العائلات فقدت أطفالها جراء الهجمات، حتى أن زوجة أحد الأشخاص الذين التقيتهم ولدت في الشارع فاضطر لإرسالها إلى مناطق سيطرة النظام مع مولودها الجديد”.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية التركية ومنظمتان إغاثيتان تركيتان إنها أنهت تحضيراتها لتقديم المساعدات والخدمات لتلبية احتياجات آلاف المهجرين الذين سيتم إجلاؤهم من شرقي حلب.
حيث أكد المتحدث باسم الخارجية حسين مفتي أوغلو أن العمل يجري لإقامة مخيمات داخل الأراضي السورية لاستقبال وتسكين المهجرين من حلب، مشيرا إلى أن الهدف الأول لعملية الإجلاء من شرق حلب هو توصيل المرضى والجرحى إلى المستشفيات سواء في سوريا أو تركيا.
من جهته، قال منسق هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH اليوم الخميس إنهم قاموا بتحضيرات مكثفة ترقبا لوصول المدنيين من سكان حلب، مضيفا أنه وفقا للمعلومات الواردة فإنه قد يصل الحدود التركية ما بين ستين ألفا ومئة ألف من سكان حلب.
كما قالت منظمة “وقف” للمساعدة الإنسانية إنها تستعد في منطقة باب الهوى الحدودية في الجانب السوري وفي مدينة إدلب لاستقبال المهجرين من حلب.
وتشمل التحضيرات طرود مواد غذائية وحليب أطفال ومستلزمات أخرى، إلى جانب تجهيز مطبخ متنقل لإعداد وجبات طعام ساخنة، ومخبز بقدرة على إنتاج مئتي ألف رغيف يوميا، ومخازن تحتوي على نحو خمسمائة طن من الدقيق.