العزم الراسخ تقلص عدد غاراتها بسبب الظروف المناخية

نوهت مصادر صحفية إلى أن الأمريكيين وحلفاءهم في عملية “العزم الراسخ” الموجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي قد قلصوا عدد غاراتهم الجوية على الأهداف في سوريا والعراق خلال الشهر الجاري بسبب الظروف المناخية.

حيث جاء في مقال نشرته صحيفة “إيزفيستيا” أن التحالف الذي يحارب تنظيم داعش قلص على نحو ملموس عدد الضربات الجوية ضد المسلحين في سوريا والعراق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، هذا فيما فعالية الضربات الجوية تثير مزيدا من الشكوك، لأن الأهداف تصبح أحيانا الجرارات بل وشاحنات جمع النفايات. كما أن طيرن التحالف في الواقع لم يفعل شيئا لعرقلة انسحاب “الجهاديين” من الموصل إلى الرقة.

وقد كشفت التقارير الرسمية التي صدرت عن مقر عملية “العزم الراسخ”، أن طيران التحالف نفذ في الأيام العشرة الأولى من شهر كانون أول/ديسمبر، حوالي 148 غارة جوية على أهداف في سوريا والعراق، بينما نفذ خلال نفس الفترة من الشهر الماضي حوالي 220 غارة. أي أنه على الرغم من المعارك المستمرة في الموصل وتزايد نشاط المسلحين في الرقة، فإن عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقها التحالف قد انخفض إلى الثلث تقريبا. ولم يتعد عدد ضرباته في الأيام الأولى من هذا الشهر في سوريا والعراق عشر ضربات في اليوم الواحد، وبلغت مثلا في اليوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول 4 ضربات فقط.

واللافت هنا، بحسب الصحيفة، أن مفهوم الغارة الجوية يدخل فيه على حد سواء غارة نفذتها طائرة واحدة، أو عدة طائرات تشن غارات واسعة النطاق. وتشير التقارير الواردة من هناك، إلى ندرة الأخيرة، وأصبحت الغارات واسعة النطاق تحدث فقط عندما تبدأ القوى الحليفة للولايات المتحدة تنفيذ عملية عسكرية كبيرة.

ويوجه التحالف الدولي ضرباته في سوريا، بصورة رئيسة لمساندة الوحدات الكردية التي تتقدم نحو الرقة. وهكذا، وجه التحالف في عطلة الأسبوع الأخيرة فورا 10 ضربات في منطقة مدينة عين عيسى، الواقعة إلى الشمال من الرقة.

وفيما تبقى من الوقت، يشار عادة إلى أهداف مثل وسائل نقل فردية أو معدات للبناء متحركة (شاحنات، جرارات، رافعات وجرافات وغيرها). وكقاعدة عامة يبلغون عن قصف ما يسمونه “وحدة تكتيكية” وتبقى نتيجة القصف غير معروفة، بل إن طائرات التحالف الدولي تستهدف في سوريا في الغالب مواقع البنية التحتية النفطية وصهاريج البنزين.

أما في العراق، فيختلف عمل التحالف الدولي عنه في سوريا، ويركز هنا بشكل رئيس ضرباته لدعم القوات الحكومية التي تحارب في محيط الموصل. وعادة ما ينشر التحالف قائمة بالمواقع التي استهدفها طيرانه مثل المخابئ والانفاق والتحصينات الميدانية “للمجاهدين”. وفي هذه الحالة، لا يوجد أي معطيات تشير إلى أن طائرات التحالف لاحقت قوافل الإرهابيين الفارين باتجاه الغرب، إلى مدينة الرقة. هذا على الرغم من سهولة استهدافها في ظروف الصحراء المكشوفة.

الخبير العسكري الروسي المستقل “أنطون لافروف” أوضح لصحيفة “إيزفيستيا” أن عمل الأمريكيين وحلفائهم، منذ بدء عملية “العزم الراسخ”، اقتصر على توجيه ضربات محددة للتخفيف من حجم الأضرار الجانبية إلى أقصى حد ممكن. ويعتقد الخبير لافروف أن “هذا ما يفسر تدني مستوى فاعلية ضربات التحالف على الرغم من القوى والإمكانات الضخمة التي رصدت لإنجاز هذه العملية العسكرية”.

وأكد الخبير أن تجربة الحرب مع الإرهابيين في سوريا والعراق أثبتت أن عمل الطائرات الحربية لن يكون فعالا، ما لم يكن هناك تنسيق مباشر مع القوات البرية في آن واحد على الأرض.

لكن الخبير لا يستبعد أن يكون “تخفيض عدد الضربات الجوية ضد تنظيم داعش من قبل التحالف مرتبطا بالعواصف الرملية التي عطلت نسبيا عمل الطيران في هذه الفترة الزمنية”. ومن الممكن أيضا أن “يكون هذا ببساطة مجرد ذريعة كي لا يعوقوا انسحاب المسلحين من الموصل إلى الرقة”، كما يقول الخبير.

وأشار الخبير إلى أن القوة الجوفضائية الروسية تنفذ في اليوم ما بين 40 و60 طلعة جوية. أي على الأقل ضعفي غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ذروة النشاط يمكن أن تصل إلى مئة طلعة جوية، كما أكد الخبير.

ولكن الخبير تناسى أن الطلعات الجوية الروسية لا تستهدف غير قوافل الإغاثة والمدنيين المحاصرين، كما أنه أغفل ما قامت به القوات الروسية المرابطة في تدمر عندما غادرت المدينة وسمحت لتنظيم داعش الإرهابي بدخول المدينة من النقاط التي تركتها مخلفة له آلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة ومنها مضادات جوية متطورة من المتوقع أن يستخدمها التنظيم ضد طيران التحالف والطيران التركي الذي يخوض معركة درع الفرات ضد التنظيم المتطرف.

تعليقات الفيسبوك