ذكر موقع “ذي ديلي بيست” أن عمليات إعدام جماعي جرت في مدينة حلب، وأن الأطفال يُحرقون أحياء بينما تواصل قوات نظام بشار الأسد المدعومة من إيران وروسيا تقدمها للسيطرة على المدينة المنكوبة.
وقال الموقع في تقرير له إن اجتياح قوات النظام لكل مواقع المعارضة المسلحة بالمدينة -التي وصفتها بقلعة الثورة السورية- جاء بعد يوم من القصف المكثف للمنازل والمباني السكنية الذي أتى على العديد منها الأمر الذي جعل من المستحيل حصر أعداد القتلى.
ونقل الموقع عن المفوض السامي لحقوق الإنسان “زيد بن رعد الحسين” اتهامه للولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بالوقوف مكتوفي الأيدي في وجه “المذبحة الوحشية للرجال والنساء والأطفال” في حلب، مناشدا المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات لحماية الفارين من الهجوم الضاري للقوات الروسية والسورية.
ووصف التقرير نقلا عن منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، التي ينشط فيها شباب متطوعون في مجال الدفاع المدني، مدينة حلب بأنها أشبه ما تكون بجهنم، وقال أحد هؤلاء المتطوعين: إن الشوارع والمباني المدمرة “تغص بجثث الموتى”.
وقال تقرير ديلي بيست أن المدنيين تدافعوا نحو المباني التي ما تزال قائمة في الجيوب الصغيرة التي لم تقتحمها قوات الأسد بعد، لكن العديد منهم ظلوا في الشوارع لعدم وجود مواقع شاغرة في تلك المباني.
ونقل التقرير عن أحد نشطاء مركز حلب الإعلامي، أن الأوضاع في حلب تشبه يوم القيامة وقال إن “هناك أناس تحت الانقاض على قيد الحياة، ولا أحد يستطيع إنقاذهم، كما أن الجرحى في الشوارع ولا أحد يستطيع الذهاب لمساعدتهم لأن القنابل تسقط على نفس المكان”.
أما المدونة والناشطة مارسيل شحوارو، من مواليد حلب، فنشرت عبر حسابها على الفيسبوك رسالة من إحدى صديقاتها “لاتقلقي مارسيل، سوف أقتل نفسي، ولن أسمح لهم باعتقالي”.
فينا نشرت الناشطة لينا الشامي، البالغة من العمر 26 عاما، رسالة مصورة باللغة الإنجليزية لنفسها على تويتر، “إلى كل من يمكنه أن يسمعني. نحن هنا نتعرض لإبادة جماعية في مدينة حلب المحاصرة. قد يكون هذا تقريري المصور الأخير. أكثر من 50 ألف من المدنيين الذين ثاروا ضد الدكتاتور الأسد مهددون بالإعدام الميداني أو يموتون تحت القصف. وإن أكثر من 180 شخصا أعدموا ميدانيا في المناطق التي استعادها النظام مؤخرا من قبل عصابات الأسد والميليشيات التي تدعمها. وإن الآلاف عالقون على المدنيين في منطقة صغيرة جدا لا تتجاوز كيلومترين مربعين. مع عدم وجود مناطق آمنة ولا حياة، وكل قنبلة هي مجزرة جديدة. إنقاذ حلب، إنقاذ البشرية”.
كما بث الناشط جود الخطيب رسالة مماثلة قال فيها: “حي البستان القصر ورائي، منذ الليلة الماضية وحتى الوقت الحاضر، يجري قصف مع كل نوع من أنواع الأسلحة. صواريخ فراغية وصواريخ من كل نوع. لم تتوقف الصواريخ منذ الليلة الماضية. الناس الذين يخرجون من بستان القصر يقولون لي إنها أصبحت مدينة أشباح”. وأضاف “تبقى أكثر من 20 أسرة تحت الأنقاض في مناطق مختلفة في الحي”. والدفاع المدني عاجز عن الوصول إلى أي من الضحايا”.
وأضاف الخطيب: “رسالتي للذين يشاهدون هذه الرسالة: إننا نريد فقط وقف شلال الدم. نحن لا نريد مغادرة المناطق المحاصرة. فقط وقف شلال الدم. كما لو أن هذا أصبح طبيعيا جدا بالنسبة للمجتمع الدولي، كما تعلمون، كلما سقط صاروخ يقتل 20 أو 30 شخصا تحت الأنقاض، ولا يمكن سحبهم. هذا أمر طبيعي تماما. على أي حال، ليس هناك مساحة في المقابر لدفنهم. إنهم يتركون ليدفنوا تحت المباني. وأعتقد أن هذا سيكون تقريري المصور الأخير، لأننا بالفعل مللنا من الحديث، ومللنا من الخطب”.
ثم انقطع صوت الخطيب بسبب صوت انفجار عال.. وأضاف “هذه قنبلة برميلية”، مشيرا إلى واحدة من الذخائر الناسفة التي يلقيها النظام يوميا على المناطق المحررة، وهي علبة معدنية مليئة بالمتفجرات شديدو الانفجار والشظايا، والتي يتم إسقاط بشكل عشوائي من الطائرات المروحية.
مقيم آخر من المحاصرين، يدعى أمين الحلبي، نشر عبر الفيسبوك: “أنا في انتظار الموت أو السجن من قبل قوات الأسد. أفضل أن أموت على تراب أرضي عن يتم القبض علي من قبل الميليشيات التابعة لها”. طالبا من أصدقائه أن يسامحوه وأن هذا هو آخر ما يكتبه.