انتقدت بهية مارديني، مديرة المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري، العجز العربي والدولي حيال الأوضاع المأساوية في سوريا، مؤكدة أن الحديث الذي يدور عن إعادة إحياء المفاوضات السورية لا توجد تأكيدات أن رعايته ستتم بواسطة الأمم المتحدة.
وحول عودة الحديث عن مفاوضات بين المعارضة والنظام لإيقاف الحرب في سوريا فيما نشهد المزيد من إراقة الدماء في حلب وغيرها، قالت مارديني، خلال استضافتها في برنامج أحداث وأصداء على قناة “المغاربية” إنه لاجديد بخصوص إعادة المفاوضات في سوريا كما لا توجد تأكيدات أن الأمم المتحدة يمكن أن ترعى هذه المفاوضات، وكل الأحاديث التي تجري الآن هي لذر الرماد في العيون.
كما نوهت مديرة المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري إلى الصمت العربي تجاه ما يحدث في سوريا وفي حلب خصوصا حيث قالت إن ما نجده من مواقف وقرارات لا يتناسب مع ما يجري من سفك دماء، ونحن نأمل أن يكون اجتماع الجامعة العربية يوم الاثنين المقبل مثمرا وإيجابيا، ونأمل أن تدب الحياة في جسد الجامعة العربية وأن ترقى إلى مستوى الحدث في سوريا.
وأضافت: المشكلة أن الموضوع خرج من يد السوريين وخرج من يد العرب والدول الإقليمية وأصبح اليوم، بكل أسف، ملفا دوليا كما خرج من يد المعارضة الرسمية، وتساءلت “وماذا يمكن أن تفعل المعارضة أمام جحافل الروس والميليشيات الطائفية التي وصل عددها إلى خمسين ألف مقاتل في حلب وعموم سوريا ومن مختلف الجنسيات الإيرانية والأفغانية بالإضافة إلى حزب الله الذي يقاتل ويقتل السوريين، عدا القصف الروسي.
وأشارت مارديني إلى أنه أمام هذا الصمت والتواطؤ الدولي والحصانة والفيتو وطريقة التعاطي مع الملف السوري بات طبيعيا أن يقتل النظام في إدلب والغوطة وفي كل مكان في سوريا، ثم يتحدث عن انتصارات وأنه بصدد تحرير بقية سوريا وأن يتشجع بشار الأسد على المزيد من القتل.
وأكدت أن المشكلة تظل “وماذا بعد”، ماذا ستفعل الأمم المتحدة، وماذا سيفعل المبعوث الدولي إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” الذي يمارس وظيفته دون أن يفعل شيئا. المشكلة تكمن في حالة عطالة كبيرة.
كما أشارت مارديني إلى التحركات الأوروبية، مؤكدة أن هذه التحركات وكل ما تقوم به الحكومات الأوروبية بناء على ضعوطات شعبية ومدنية لإنقاذ حلب ومن أجل أن تتحرك هذه الحكومات ضد المافيات والميليشيات التي تقاتل في سوريا ويقع ضحيتها الشعب السوري. واليوم نرى المئات في شوارع لندن يقولون “كفى قتلا”، “أوقفوا بشار الأسد”، “أنقذوا حلب”.. ولا نجد من يستمع لا إلى الداخل السوري ولا إلى صيحات الأمهات الثكلى فيما يستمر كل هذا العنف وكل هذا الانتقام من الشعب السوري.
وأضافت، كنا نسمع “باراك أوباما” يقول “لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا”، واليوم يسلم الملف لـ”دونالد ترامب” ولا نعرف ماذا سيفعل الرئيس الأمريكي المنتخب، وهناك برود غريب على كل الأصعدة ما يشجع القاتل على المزيد من القتل، وهذه هي الحقيقة الوحيدة بكل أسف التي نجدها في سوريا.