ارتفع عدد الشهداء من المدنيين الذين سقطوا يوم أمس الجمعة في مناطق متفرقة في دير الزور نتيجة القصف المتبادل بقذائف الهاون والمدفعية بين مقاتلي تنظيم داعش وقوات الأسد ونتيجة القصف الجوي التي تعرضت له أحياء المدينة بالترافق مع اشتباكات واسعة دارت على الجبهات بين التنظيم وقوات الأسد وكتائبه.
هذا فيما تواصلت الاشتباكات المتقطعة اليوم السبت، بين تنظيم داعش وقوات الأسد في حي الموظفين فيما استهدف الطيران الحربي أحياء الجبيلة والرشدية والرصافة والحويقة والصناعة والموظفين ودوار البانوراما ومنطقة المقابر في ديرالزور بعدة غارات، مع استمرار نزوح العائلات من أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة داعش نتيجة المعارك والقصف الجوي والمدفعي المكثف من قبل قوات الأسد على تلك الأحياء.
واستشهد أمس الجمعة عدد من المدنيين داخل حي الحميدية جراء تعرض الحي لعدة غارات جوية شنتها الطائرات التابعة للأسد والتي أوقعت أكثر من خمسة شهداء وعددا آخر من الجرحى بينهم أطفال.
كما تعرضت الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش لقصف مدفعي مكثف أدى لسقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين، بالإضافة لقصف مدفعي استهدف القرى المحيطة للمدينة والقريبة من نقاط الاشتباكات مع تنظيم داعش.
وفي ريف دير الزور أيضا، تعرضت بلدات الريف الشرقي لقصف مماثل من طائرات الأسد ومدفعيته التي وقع إثر قصفها أكثر من عشرين مدنيا بين شهيد وجريح، وتحديدا في بلدات البلعوم والموحسن والبوليل ومدينة الميادين التي شنت طائرات الأسد عدة غارات عليها.
ومن ناحية أخرى، وفي مناطق سيطرة النظام لم يكن الحال أفضل بالنسبة للمدنيين، فقد استهدفت قوات داعش أحياء دير الزور المحاصرة “الجورة وشارع الوادي” بعشرات القذائف والصواريخ التي أوقعت أكثر من عشرة شهداء وأعدادا كبيرة من الجرحى، ومن بين الضحايا عائلة بأكلمها وهم عائلة “عبد الله الحسين” فقد ارتقى الوالد “عبد الله” وخمسة من أبنائه نتيجة سقوط قذائف داعش فوق منزلهم.
أما بالنسبة لجبهات القتال، فقد تواصلت الاشتباكات بين قوات داعش وقوات الأسد على معظم جبهات مدينة دير الزور ومحيطها كجبهة المطار العسكري والمقابر والجبل، حيث أوقع التنظيم خسائر بشرية ومادية في صفوف كتائب الأسد على الجبهة الشرقية، كما استمرت الاشتباكات على الجبهات الغربية لكن بشكل أخف في نقاط التماس مع نطام الأسد كجبهات البغيلية و”اللواء 137″.
يذكر أن قوات تنظيم داعش لا زالت تسيطر على المواقع التي تقدمت فيها مؤخرا على جبهات دير الزور ولا زال التنظيم مستمرا بعزل مطار دير الزور العسكري عن المدينة ومحاصرة عناصر الأسد داخل المطار، وذلك وسط قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف نقاط الاشتباكات ومناطق التنظيم قرب المطار والجبل والجفرة، وذلك القصف لمساندة قوات الأسد على الجبهات وفك الحصار عنهم، ولا تزال كتائب الأسد تشن هجماتها على مناطق التنظيم وتحاول استعادة المناطق التي خسرتها في المعارك مع التنظيم ولا تزال معظمها تبوء بالفشل ودون جدوى مع وقوع العديد من القتلى في صفوف قوات الأسد بالإضافة لخسائر مادية كان آخرها تفجير دبابة تابعة للأسد على أيدي قوات داعش في منطقة المقابر شرقي المدينة.
محمد عمر – تيار الغد السوري