اعتبر وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” أن الحرب في سوريا لم تنته بعد، رغم اقتراب موعد مباحثات أستانة التي تلت إعلانا لوقف إطلاق النار في سوريا برعاية روسية تركية، مشددا على ضرورة وأهمية هذه المباحثات.
وقال الجبير في حوار مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن تقدم النظام في حلب لا يعني أنه انتصر في الحرب وأن الثورة السورية انتهت، مؤكدا أن معركة حلب مجرد معركة والحرب لم تنتهِ بعد، ويجب علينا الآن إعطاء فرصة للمفاوضات.
ونوّه الجبير بالاتفاق الذي رعته روسيا وتركيا قائلا إنّ الاتفاق بين روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، قد سمح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار. وفي مباحثات أستانة ينبغي أن تقوم المفاوضات بين المسؤولين العسكريين بوضع الترتيبات العملية لتمديد الهدنة، ثم يجب أن تبدأ المفاوضات السياسية على أساس إعلان جنيف وقرار مجلس الأمن.
وعلى صعيد آخر، ندد وزير الخارجية السعودي بـ”السياسة العدوانية التي تنتهجها إيران”، في المنطقة، وعبّر عن تطلع بلاده إلى توطيد العلاقات المميزة التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية مع انطلاقة عهد الرئيس دونالد ترامب.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد زار باريس نهاية الأسبوع الماضي لحضور مؤتمر حول السلام في الشرق الأوسط، حيث التقى عددا من الصحفيين.
حيث أكد الجبير أن المملكة العربية السعودية لا يساورها أي قلق إزاء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. قائلا إن ترامب يريد بناء أمريكا أقوى، ونحن أيضاً. هو يريد محاربة الإرهاب، ونحن أيضاً. يريد أن يكون أكثر حزمًا مع إيران، ونحن نوافق على ذلك. فالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حليفتان استراتيجيتان منذ الحرب العالمية الثانية. وبسبب مصالحنا المشتركة، توطّدت علاقاتنا في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والأمنية. ولكن لا ينبغي أن نركّز على كلمات الحملة، بل أن ننتظر ممارسة السلطة. ونحن نعرف معظم المسؤولين الذين تمّ تعيينهم في الإدارة، لا سيما في وظائف الأمن القومي. وهم أشخاص عقلانيون جدًا.
وحول تهديد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران.. قال الجبير: إنّ عدم الثقة في إيران أمر تتشاركه بلدان متعددة، وهذا أمر مبرّر. ينبغي دوماً مراقبة إيران لضمان التزامها بتعهداتها وبالمعايير الدولية بشكل عام. لأنّ تاريخ إيران منذ قيام الثورة الإسلامية، يحمل تحدياً دائماً للعالم. فهي نظّمت هجمات إرهابية في أوروبا وأميركا اللاتينية. كما أنّ العديد من قادة تنظيم القاعدة الذين رحلوا من أفغانستان، وجدوا ملاذاً في إيران. وأتساءل لماذا تعرّضت كل دول العالم تقريبًا، باستثناء إيران، لهجوم من قبل تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة. إذاً، يتعين على إيران أن تقرر ما إذا كانت ثورة أو دولة قومية. وفي الوقت الراهن، يحكم البلاد الحرس الثوري على الأخص.
ونوه الجبير بأن العلاقات بين الرياض وطهران “متشنّجة بسبب السياسة العدوانية التي تعتمدها إيران بالإضافة إلى تدخّلها في الدول المجاورة لها. جلب الإيرانيون لنا الطائفية. هاجموا سفارتنا ودبلوماسيينا مراراً وتكراراً. أخبروني عن هجوم واحد شنّيناه ضد إيران ودبلوماسييها وأراضيها! ونحن بالطبع نودّ إنشاء علاقات جيدة مع إيران، جارتنا، البلد العظيم، والحضارة الكبرى. ولكن يجب أن يتم ذلك ضمن احترام السيادة، بدون أي تدخل أو عدوان. في الوقت الراهن، لا أرى الإيرانيين مستعدّين لتحسين العلاقات”.