كشفت تقارير صحفية أن “تيريزا ماي”، رئيسة وزراء بريطانيا، ستزور الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس المقبل، بهدف عقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وبذلك ستكون أول شخصية قيادية عالمية يلتقي معها ترامب بعد أيام من تنصيبه رسمياً.
وكان ترامب، بعد لحظات من مباشرته مهماته كرئيس للولايات المتحدة، قد أمر بإعادة تمثال نصفي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق “ونستون تشرشل” إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، الأمر الذي اعتبره مراقبون بادرة حسن نيّة تجاه بريطانيا الحليف المهم والرئيسي للولايات المتحدة.
حيث أشار تقرير لصحيفة “التلغراف” البريطانية إلى أن “ستيف بانون” كبير المستشارين في فريق ترامب وافق على ترتيب زيارة ماي في أقرب فرصة مقارنة مع كان مخططاً له من قبل، وهي إشارة قوية على أن رئيسة وزراء بريطانيا تطمح إلى تكوين علاقة قوية مع ترامب تعيد للأذهان قوة العلاقة السياسية والإقتصادية بل والشخصية التي حدثت قبل أكثر من 30 عاماً بين الرئيس الأمريكي الراحل “رونالد ريغان” ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة “مارغريت تاتشر”.
ومن المتوقع أن تمتد زيارة ماي للبيت الأبيض ليومين، وقالت مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي ترامب إن الآمال كبيرة في علاقة قوية بين الرجل الذي يتمتع بالشعبية في البيت الأبيض والمرأة القوية التي تتخذ من 10 داوننج ستريت مقراً لحكمها، وهي إشارة تعيد مشهد التعاون القوي بين ريغان وتاتشر في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.
ويرى مراقبون أن موافقة ترامب على أن تكون رئيسة وزراء بريطانيا أول شخصية قيادية عالمية يلتقي معها إنما هو حدث يحمل الكثير من المعاني، ويؤشر إلى مستقبل العلاقة بين البلدين، على العكس مما فعله الرئيس السابق باراك أوباما الذي قرر إزالة تمثال نصفي للسير وينستون تشرشل من المكتب البيضاوي، بل إن أوباما أقر في أكثر من مناسبة أن المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” كانت الشريك العالمي الأفضل بالنسبة له طوال فترة حكمه للولايات المتحدة، ويبدو أن البوصلة تتغير الآن، أو بالأحرى تعود إلى تأكيد قوة العلاقات بين لندن وواشنطن.
وسبق أن أكد ترامب عزمه إبرام اتفاقية تجارة “عادلة” مع بريطانيا، وسوف تكون هذه الاتفاقية من بين جدول أعمال الزيارة التاريخية واللقاء المرتقب بين ترامب وماي في البيت الأبيض الخميس المقبل، كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي، التي أكد خلالها أن حلف شمال الأطلسي عفا عليه الزمن ستكون على مائدة المحادثات بين الطرفين، وقد استبقت ماي الزيارة بتصريح قالت فيه: “ترامب سوف يقر بأهمية حلف شمال الأطلسي”.
وبعد لحظات من مباشرته مهماته كرئيس للولايات المتحدة، أمر دونالد ترامب بإعادة تمثال نصفي لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، الأمر الذي اعتبره مراقبون بادرة حسن نيّة تجاه بريطانيا الحليف المهم والرئيسي للولايات المتحدة. حيث شاهد الصحفيون التمثال النصفي لتشرشل في المكتب البيضاوي لحظة توقيع الرئيس الجديد سلسلة من الأوامر التنفيذية التي شملت بعض التعيينات الحكومية العليا وبعض التشريعات.
وقالت صحيفة “ذا هيل” إنه كانت قد تمت إزالة التمثال من المكتب البيضاوي في عام 2009 في عهد الرئيس السابق “باراك أوباما”، وهي خطوة كانت قد أثارت غضب المحافظين في إدارته. وحينذاك، قال البيت الأبيض إن أوباما طلب إزالة التمثال النصفي لإفساح المجال أمام نصب للرئيس السابق “إبراهام لينكولن” وآخر زعيم حركة الحقوق المدنية “مارتن لوثر كينغ”. وشن بعض الجمهوريين والمحافظين حملة انتقادات لأوباما معتبرين أن إزالة تمثال تشرشل تعتبر بمثابة ازدراء للمملكة المتحدة، وهي أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين.