الأمريكان يبحثون عن مصالحهم وهي ليست بالضرورة مصالحنا

جاء خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” متسقا مع وعوده الانتخابية السابقة بخصوص الحرب على الإرهاب ممثلا بتنظيم داعش والفصائل الإسلامية الراديكالية الأخرى في أي مكان في العالم وخصوصا في سوريا.

ومع أن السياسة الأمريكية الخارجية اقتضت في مرحلة ما التعاون مع هذه التنظيمات ودعمها خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي وخصوصا في أفغانستان، إلا أن الآية انقلبت إثر اعتداءات 11 أيلول 2001 الإرهابية حيث أعلنت إدارة جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب الإسلامي أينما وجد مبتدئة بأفغانستان والعراق.

هيئات المعارضة السورية الرسمية التي سيطر عليها الإخوان المسلمون، ومنذ اندلاع الثورة السورية في 2011، عوّلت كثيرا على الدور الأمريكي الذي بنته على موقف واشنطن الداعم لمطالب الثورة، بحسب ما ظهر من تصريحات للمسؤولين الأمريكيين ابتداءا بالرئيس باراك أوباما وليس انتهاءا بمارك تونر، مرورا بالسفير روبرت فورد وعضو الكونغرس جون ماكين.. ولكن الواقع أثبت خطأ هذا التعويل وفداحة الكارثة التي نتجت عنه.

ويؤكد مالك أسعد، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري إنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبروز أمريكا كقوة كبرى في العالم لم يسجل لها أنها وقفت أو دعمت ثورة شعب من أجل الحرية، على الرغم من “شعلة الحرية” التي تنتصب قبالة ساحل نيويورك ورمزيتها، ولم نعرف عن أمريكا سوى تدبير الانقلابات العسكرية، ودعم ماهو قائم منها من أمريكا اللاتينية مرورا بإفريقيا وآسيا ودعم أنظمة الإقطاع السياسي المتخلف.

مالك أسعد عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري

وأضاف أسعد، في تصريح خص به المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري، أن احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق وإسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين لم يكن حبا بالشعب العراقي وحرصا على حريته، بحسب ما كان معلنا، وإنما مصلحتها اقتضت ذلك، وعلى ما يبدو كان استلام حزب الدعوة ذو التوجه الديني والممارسة الطائفية حافزا لإسالة لعاب الإخوان المسلمين في سوريا المتعطشين للسلطة.

وأشار عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري إلى أنه بعد تأسيس المجلس الوطني السوري أواخر عام 2011 وصلت المراهنة على أمريكا للأوج، وذلك بناءا على قراءة خاطئة لسياسة التحالفات الأمريكية، مؤكدا أن التوجهات والمصالح الأمريكية تبدلت مذ ساهمت أمريكا بتأسيس القاعدة ودعمها بعد الاجتياح السوفييتي لأفغانستان، وأن التحالف الذي كان قائما بينهما انتهى مع هزيمة السوفييت آنذاك، وبدأت مرحلة جديدة بعد هجمات 11 أيلول عنوانها الحرب على الإرهاب.

وأضاف أسعد أن الإخوان المسلمون وتوابعهم لم يستوعبوا المعادلة الجديدة، فالسلطة أعمت بصيرتهم، فعملوا ما بوسعهم لإقصاء كل القوى الوطنية الديمقراطية، ومهدوا الطريق لانتشار الفكر الديني المتشدد في صفوف الشباب السوري الثائر، مما خدم النظام في حربه على الشعب السوري، وأخاف الغرب من الثورة السورية وتبعاتها.

وختم أسعد: لم يكن للغرب وعلى رأسهم أمريكا أي مصلحة مع تنظيمي داعش والنصرة وأشباههما، ولكن لا بأس من استمرار الحرب وإضعاف الجميع، المهم المحافظة على مصلحة أمريكا أيا كان الرئيس الذي يتبوأ سدة الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، ولربما تلتقي مصلحة الطرفين بشكل موضوعي بمحاربة الإرهاب الذي أعلنه دونالد ترامب ضمن برنامجه الانتخابي وخطابه الرئاسي، والذي إذا ما تمت ترجمته على أرض الواقع فسيخدم بشكل موضوعي توجهات الوطنيين السوريين في التخلص من المتشددين وفكرهم وربما يخدم النظام إلى حد ما.

تعليقات الفيسبوك