لندن تتطلع لتعاون عسكري مع موسكو في سوريا بشرط تحييد طهران

قال وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” إن بلاده “منفتحة” بشأن جدول زمني لتخلي بشار الأسد عن السلطة، مشيراً إلى إمكانية وجود تعاون عسكري بين المملكة المتحدة وروسيا، فيما قالت رئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” خلال لقائها بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في واشنطن إن العقوبات المفروضة على روسيا يجب أن تظل مفروضة حتى تفي بالتزاماتها وفقا لاتفاق مينسك.

حيث قال جونسون خلال جلسة لمجلس النواب البريطانيين إنه “لا توجد خيارات جيدة في سوريا. لقد ظللنا لفترة طويلة نصرّ على شعار ينادي بضرورة رحيل الأسد، ولم نتمكن في أي مرحلة من المراحل من تحقيق ذلك”.

وتابع جونسون “ثمة حاجة للواقعية بشأن الطريقة التي تغير بها المشهد ولأن نفكر من جديد” مشيرا إلى أن من المتصور أن الأسد قد يترشح لانتخابات مستقبلية.

وأضاف الوزير البريطاني “وجهة نظرنا هي أن الأسد يجب أن يرحل وهو موقفنا منذ فترة طويلة. لكننا منفتحون بشأن كيفية حدوث ذلك والجدول الزمني لحدوثه”.

هذا فيما لم يستبعد جونسون الانضمام إلى روسيا في عمل عسكري ضد مقاتلي تنظيم “داعش”، وقال “إذا كان هناك إمكانية لترتيب مع الروس يسمح للأسد بالتحرك صوب الخروج ويقلص في نفس الوقت نفوذ الإيرانيين في المنطقة بالتخلص من الأسد، ويسمح لنا بالانضمام مع الروس في مهاجمة داعش واجتثاثه من على وجه الأرض.. فربما يكون ذلك سبيلا للمضي قدما”.

جاء ذلك بعد اختتمت رئيسة الحكومة البريطانية “تيريزا ماي” قمة جمعتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث تم التأكيد من ترامب “العلاقة الخاصة” بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتعهد بأن هذه العلاقة ستكون “رائعة بشكل دائم”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال أول زيارة لزعيم أجنبي للبيت الأبيض منذ تنصيب ترامب قبل أسبوع، قال ترامب إنه “يتشرف” باستقبال رئيسة وزراء بريطانيا، معتبرا أن العلاقة بين البلدين “كانت قوة للسلام”، وأن “بريطانيا الحرة والمستقلة كانت نعمة للعالم”.

وردت ماي بتهنئة ترامب على “فوزه المذهل” بالانتخابات الرئاسية، وأعلنت أن ترامب قبل دعوة رسمية من الملكة إليزابيث الثانية لزيارة المملكة المتحدة مع السيدة الأولى ميلانيا في لاحق من السنة الجارية. وقالت ماي إن اتفاقية تجارة مستقبلية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من شأنها أن “تدعم العلاقات المهمة” بين البلدين.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، إن مباحثاتها مع الرئيس الأمريكي “تطور مهم وخصوصا في مجال التجارة”. وأضافت قائلة “أنا مقتنعة بأن اتفاقا تجاريا بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيحقق المصالح الوطنية للبلدين”. وقال ترامب إن “العلاقة الخاصة بين البلدين أحد أعظم القوى في التاريخ من أجل تحقيق العدالة والسلام. واليوم الولايات المتحدة تجدد علاقاتها الوطيدة والعميقة مع بريطانيا سواء على المستوى العسكري أو المالي أو الثقافي أو السياسي. نتعهد بتقديم الدعم وبشكل دائم لهذه العلاقة الخاصة جدا”.

وقال الرئيس الأمريكي إنه يريد علاقات طيبة مع روسيا ورفض الكشف عما إذا كان مستعدا لرفع العقوبات عن موسكو، لكن رئيسة وزراء بريطانيا قالت إنها يجب أن تظل مفروضة حتى تفي موسكو بالتزاماتها وفقا لاتفاق مينسك. وقال ترامب إنه يأمل في أن تكون لبلاده “علاقة رائعة” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنه أضاف أن من المحتمل ألا يحدث ذلك.

وأكدت ماي على أن ترامب عبر عن دعم قوي لحلف شمال الأطلسي خلال محادثاتهما بعد أن قال ترامب على الحلف من قبل إنه أصبح باليا.

ومن جهة أخرى قال مستشار بارز في البيت الأبيض إن الرئيسين فلاديمير بوتين وترامب سيناقشان العقوبات على الأرجح عندما يتحدثان هاتفيا اليوم السبت.

تعليقات الفيسبوك