وصلت أولى الحافلات التي تقل ثوار وادي بردى بريف دمشق الغربي في وقت متأخر من أمس الأحد إلى مدينة إدلب بعد إعلان النظام وحزب الله سيطرتهما على كامل المنطقة، فيما استنفرت المنظمات الإغاثية العالمة في شمال سوريا لتأمين المأوى اللازم لهم.
حيث خرجت قافلة تتكون من 15 حافلة من وادي بردى تحمل الدفعة الأولى من الثوار وعائلاتهم ممن رفضوا “تسوية أوضاعهم” مع النظام، ووصلت القافلة بعد ثماني ساعات إلى إدلب.
وكانت حافلتان قد خرجتا وعلى متنهما سبعون جريحا وبعض كبار السن، بينما كانت الحافلات الأخرى تنتظر الحصول على ضمانات من الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات دولية أخرى لحمايتها في طريقها إلى محافظة إدلب مرورا بمحافظتي حمص وحماة.
هذا فيما أعلن “تجمع العزة” العامل في ريف حماة انسحابه من اتفاق أستانة، بسبب استمرار سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري والسيطرة على الأرض، بما يتنافى مع الضمانات الروسية التي تتضمن وضع مراقبين في وادي بردى لمنع حدوث هذه التغييرات، وهو أمر لم ينفذ.
كل هذا وسط استياء شعبي كبير من استمرار التهجير القسري من مناطق تشكل طوق دمشق إلى ريف إدلب، فضلا عن الصعوبات البالغة التي وجدها المهجرين لدى وصولهم ليلا إلى ريف إدلب، بسبب العجز عن تأمين المأوى اللازم لهم.
ويعاني المهجرون قسريا من مناطق أخرى في ريف دمشق إلى إدلب من صعوبات كبيرة، في ظل تدني درجات الحرارة ونقص الحاجات الأساسية الجهات الداعمة.
وبعد ما يقارب الخمسين يوما من المعارك والقصف المكثف والغارات، تم الاتفاق أول أمس السبت على تسليم المنطقة للنظام وحزب الله وخروج نحو 2100 من الثوار وعائلاتهم، بينهم سبعون جريحا، حيث ستشترك 56 حافلة في نقلهم إلى إدلب.
من جانبه، قال محافظ ريف دمشق “علاء إبراهيم” إن أعمال الصيانة بدأت في إصلاح منشأة عين الفيجة، خزان المياه المغذي للعاصمة، مضيفا أنه “سيبدأ ضخ المياه قريبا”.
ونقل التلفزيون الرسمي عن بيان للجيش العربي السوري قوله “أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة، مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة”.