بحضور أحمد عوض، المستشار السياسي لرئيس تيار الغد السوري ومدير مكتب التيار في اسطنبول، وزكريا الصقال، مدير مكتب التيار بغازي عينتاب تحدث الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عبدالله التركماني في الندوة الحوارية التي تمت دعوته إليها من قبل مكتب تيار الغد السوري وإعلان دمشق بمدينة غازي عينتاب.
حيث تحدث تركماني خلال الندوة عن الصراع في سوريا بكافة أوجهه، وعرض لبعض التحليلات حول الوضع الراهن من خلال عدة محاور أبرزها أن الثورة تشكلت نتيجة وعي عميق برز نتيجة الاستبداد الذي استمر لأكثر من أربعين عاماً، وأن انطلاق الثورات العربية تعتبر محرض غير مباشر للسوريين.
واعتبرالتركماني أن الحرية والكرامة تندرج ضمن موجة عالمية وقد تأخرت شعوبنا العربية تجاه هذه الموجة، ثم أردف متحدثاً عن مسارات الثورة والمنعطفات التي مرت بها والعوامل التي أدت الى هذه التحولات وصولاً بها الى اعتبارها أكبر كارثة إنسانية بحسب تقارير الأمم المتحدة، وأنه بلا شك فإن الخيار الأمني للنظام هو ما أجبر الشعب وأوصله إلى مرحلة الدفاع عن النفس، وهو حق مشروع بكل الأعراف والشرائع السماوية، وتطور النزاع وانتشرت الفوضى وظهور السلاح والعسكرة المتطرفة، وبحسب وصفه هما أساس في المنحى الانحداري الذي وصلت إليه، ما أدى الى تحول الصراع إلى حرب دموية.
وعزا تركماني ذلك إلى عدم وجود برنامج متكامل للمعارضة، وعدم وجود قيادات حكيمة أو وجود النخبة التي تمتلك القدرة على تلبية متطلبات الشعب وتحقيق آماله، كما اعتبر أن الجغرافية السياسية تم توظيفها بشكل واضح منذ تولي حافظ الأسد للحكم من خلال “الشعارات القومية” وبالتالي من أجل ديمومة هذا النظام الاستبدادي.
وفي النهاية قدم تركماني رؤيته من خلال عرض ثلاثة سيناريوهات للوضع السوري، وهي بقاء الوضع على حاله، أو التقسيم، أو أن يتم تجميد الموقف على ما هو ريثما تتم الانتخابات الاميريكة، ومن هنا أكد تركماني أنه أصبح لزاما علينا بناء مظلة سورية جامعة، والعمل الجدي على ذلك من خلال تنظيم الطاقات السورية واستثمارها، وعلينا أن لا ننتظر من الغير الكثير.
جدير بالذكر إن هذه الندوة تأتي ضمن الندوات الأسبوعية التي ينظمها مكتب تيار الغد السوري في غازي عينتاب حيث تكون فرصة لنقاش مفتوح من أجل المساهمة ببناء ثقافة وطنية تسهم ببناء دولة المواطنة، وتناقش أيضا المشهد السوري الراهن وآفاقه وتستضيف شخصيات وطنية وباحثين ومحاضرين سوريين وذلك كل يوم الثلاثاء.
رمزية سرحان. مكتب غازي عينتاب.