من نصدق في تصريحات الهيئة العليا للمفاوضات؟

تناقضت تصريحات أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصتي القاهرة وموسكو إلى منصة الرياض ما بين الرفض والقبول، فقد قال المستشار الإعلامي للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض “يحيى العريضي” إن الهيئة مستعدة لتوحيد القوى مع مجموعة القاهرة وفصائل معارضة أخرى، شريطة القبول بمبادئ الهيئة.

وأوضح العريضي لوكالة “سبوتنيك” أن الحديث يدور عن المجموعات المعارضة التي تشارك الهيئة وجهات النظر حول مرحلة الانتقال السياسي.

واستطرد قائلا: “خلال اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات الأسبوع الماضي، كانت هناك مبادرات من جزء من الهيئة، لتمد يدها للآخرين وتتوافق مع رغبة رعاة المفاوضات لجعل وفد المعارضة أوسع وأشمل، الهيئة العليا تريد بحق هذا الشمول، لذا فإنهم يريدون مد أيديهم للآخرين، لا سيما في حال تطابق وجهات النظر”.

وأضاف العريضي: “هناك حديث عن التوحد مع مجموعة القاهرة، وهناك أيضا بعض الممثلين عن مجموعة القاهرة هم بالفعل جزء من وفد الهيئة العليا للتفاوض، لا مشكلة في ذلك، خصوصا عندما يكونوا متفقين حول مجموعة مبادئ الهيئة العليا للتفاوض”.

كما أفاد العريضي بأن الهيئة مستعدة لمد يدها لـ”مجموعة موسكو”، في حال وافقت على مجموعة مبادئها الرئيسية، كالموافقة على انتقال سياسي كامل بدون وجود رئيس النظام (بشار الأسد) فيه”.

هذا فيما قال رياض نعسان آغا، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، إنه لا نية على الإطلاق للهيئة  في ضم منصتي القاهرة وموسكو، وحاول تبرير العديد من الأمور التي حصلت في الهيئة، وقال على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي: “مرة أخرى أعود للحديث عن استقالة الأخ محمد علوش بعد أن أثارت تداعيات وتفسيرات وتكهنات عديدة، لأوضح أن الأخ محمد قدم استقالته احتجاجاً على مواقف المجتمع الدولي التي يشعر السوريون إزاءها بالخيبة، وأؤكد أنها لم تأت استجابة لأية ضغوط خارجية، ولاشيء تبدل في مواقف الهيئة”.

وأما موقع (كبير المفاوضين) كما أضاف آغا، فهو مهمة وتكليف لأداء عمل سياسي ضمن ثوابت الثورة ومبادئ بيان الرياض، لايخرج عنها من يكلف بالتفاوض كائناً من كان المكلف. وقد وجهت الهيئة تحية شكر وتقدير للأخ محمد علوش، ولم يكن في نيتنا إعلان نبأ استقالته ريثما تجتمع الهيئة بعد أيام لتختار البديل، لكن تسرب الخبر دعا إلى إعلانه، وقد فوجئنا بتداول أسماء بديلة، علماً بأن الهيئة لم تجتمع بعد انتهاء أعمالها يوم السبت الماضي لمنافشة أية أسماء.

وتابع آغا “أما استقالة الأخ العميد أسعد الزعبي فلم تقدم للهيئة، وفي حال إصراره على تقديمها في الاجتماع القادم فسوف تدرس في إطار الاجتماع. وفي جلسة تقييم عمل الهيئة وجه الأعضاء تحية له وإشادة بأدائه، وأداء أعضاء الوفد جميعاً، ولم تكن هناك أية ملاحظات سلبية، فقد كانت جلسة نقد ذاتي تناولت الأداء الإعلامي فقط.

ولاتوجد لدى الهيئة أية نية لتوسيع الوفد المفاوض كما يشاع. مناقضا نعسان آغا تصريحات العريضي، بالتأكيد، “وأما الحديث عن ضم وفود أخرى إلى وفد الهيئة فهو عار عن الصحة لأن ما قررته الهيئة هو الحوار مع كل أطياف المعارضة لتعميق وحدتها”.

وقد بدأت الهيئة بلقاءات مكثفة مع شخصيات وطنية في الرياض وستتتابع اللجان المكلفة بلقاءات أخرى مع زملائنا في منصة القاهرة (وهناك عدد كبير من أعضاء الهيئة ومؤتمر الرياض هم أعضاء في مؤتمر القاهرة، و(أنا منهم) كما قال نعسان آغا. وسيلتقي بعض أعضاء الهيئة مع أشخاص من (منصة موسكو) للحوار حول مستقبل سوريا وآفاق العملية السياسية ولتقريب وجهات النظر ومعيار التوافق هو ثوابت الثورة، ولايعني ذلك ضم المنصات إلى الهيئة العليا، وإنما الهدف هو سعي إلى مزيد من توحيد رؤى المعارضة التي لم تنضم إلى مؤتمر الرياض عبر الحوار إن أمكن ذلك. كما يشمل الحوار بأهمية خاصة منظمات المجتمع المدني والنشطاء وكل القوى الوطنية التي تتوافق مع مطالب الشعب المشروعة.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق