الشبكة السورية لحقوق الإنسان: أكثر من 21 ألف طفل قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة

في أحدث تقرير لها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لايقل عن 21 ألف طفل في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، 19 ألف منهم على يد قوات الأسد وألفان على يد فصائل مسلحة، كما تناول التقرير كل أنواع الانتهاكات الأخرى التي تعرض لها الأطفال من تعذيب وعنف جنسي وفقدان للوالدين وحرمان من التعليم والرعاية الصحية.

وقالت الشبكة في تقريرها الذي جاء بعنوان “أطفال سوريا.. ملائكة مكسورة الجناح” إن الأطفال يعتبرون الفئة الأضعف والأكثر تضرراً في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في آذار/ 2011 وحتى الآن في ظل النزاع المسلح الغير دولي، وقد ارتكبت في حقهم مختلف أنواع الانتهاكات، كالقتل والتعذيب والعنف الجنسي وما إلى ذلك، ويتربع النظام السوري وحلفاؤه (الميليشيات الأجنبية والقوات الروسية) على رأس الهرم بنسبة تقارب الـ90% من مجمل الانتهاكات، فيما تحتل بقية الأطراف، كقوات الإدارة الذاتية (بشكل رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني)، والتنظيمات الإسلامية المتشددة، وفصائل المعارضة المسلحة، وقوات التحالف الدولي، نسبة الـ10% المتبقية بنسب متفاوتة.

واضافت الشبكة أن الطائرات الحربية، التي تلقي البراميل المتفجرة أو الصواريخ، لم تميُّز بين طفل أو امرأة، كما لم يتم تمييز الأطفال أثناء عمليات التعذيب والحصار والتجويع؛ باعتبارها مورست على نحو عقوبات جماعية طالت مجموعات سكانية كاملة.

وإضافة إلى الانتهاكات، تعرض الأطفال في سوريا إلى تداعيات تراكمية نتجت عن عمليات القصف والتدمير اليومية، التي تسببت في تضرر قرابة أربعة آلاف مدرسة؛ ما أدى إلى خروج أكثر من 2 مليون طفل داخل سوريا من العملية التعليمية، وتضرر قطاع الصحة فانخفضت معدلات تلقيح الأطفال، وانتشرت الأمراض المعدية كالسل وحمى التيفوئيد، وتدمرت أجزاء واسعة من قطاع البنية التحتية فانتشر مرض الحصبة بسبب شرب مياه الآبار، وتدمرت أحياء كثيرة بشكل شبه كامل فتحولت الأسرة السورية إلى اللجوء، وظهرت معاناة من نوع آخر، حيث حُرم 60% من مجمل الأطفال اللاجئين من العملية التعلمية، كما تم استغلالهم في سوق العمل، كما سجلنا عدداً من حالات العنف الجنسي بحق الأطفال داخل وخارج سوريا، وازدادت بشكل مخيف حالات التزويج المبكر، كما ولد ما لايقل عن 148 ألف طفل في مخيمات اللجوء، لم يحصل العديد منهم على أوراق ثبوتية، ونعاني صعوبات هائلة في مكافحة ظاهرة الحرمان من الجنسية.

كما سجل تقرير الشبكة فقدان ما لايقل عن 37 ألف طفل لوالده، وقرابة 6 آلاف طفل فقد والدته، وهناك من فقد زميله في المدرسة، وأدى كل ماسبق إلى تداعيات سيكولوجية من المستبعد الآن التنبؤ بأبعادها في المستقبل المتوسط أو البعيد، فقد تحدثنا مع عدد واسع من الأطباء في دول الجوار السوري منذ عام 2012 وأخبرونا عن معاناة نسبة كبيرة من الأطفال من اضطرابات نفسية تتمثل في انفعالات حادة واكتئاب وفصام في بعض الأحيان، وينكعس كل ذلك على التحصيل العلمي والاندماج المجتمعي ورؤية الكوابيس وسلس البول، ومعظم أطفال سوريا لايجدون من يُشخِّصُ حالتهم أولاً ومن يعالجهم ثانياً.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق