كشف بيان صحفي لمجلس الأمن القومي الإيراني عن تعيين أمينه العام الجنرال علي شمخاني في منصب المنسق الأعلى في الشؤون السياسية والعسكرية والأمنية بين إيران سوريا وروسيا، فيما أكدت وكالات أنباء إيرانية مقتل ضابط متقاعد برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني خلال اشتباكات في سوريا.
وبحسب شبكة “مدافعن حرم” الإيرانية فقد قتل العقيد حاج علي منصوري، وهو ضابط باللواء “21 المدرع” (لواء الإمام الرضا) خلال اشتباكات مع تنظيم داعش، دون الإشارة إلى مكان مصرعه، في حين رجحت مصادر ميدانية أن مقتله كان في ريف حلب الجنوبي خلال المواجهات مع الثوار، وهي الجبهة الوحيدة التي تشارك فيها الميليشيات التابعة لإيران في هذه الفترة.
وبالنسبة لتعيين الجنرال علي شمخاني في منصب المنسق الأعلى في الشؤون السياسية والعسكرية والأمنية بين سوريا وروسيا فقد جاءت التسمية في بيان صحفي وزعه المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن لقاء جمع شمخاني بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أول من أمس على هامش اجتماع طهران. وشدد شمخاني على دعم طهران نظام بشار الأسد قائلا إن “اختيار نوع النظام وحكام سوريا من صلاحيات الشعب السوري”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها عن وجود منصب المنسق الأعلى السياسي والعسكري والأمني بين إيران وروسيا وسوريا، وتعليقا على التعاون الروسي الإيراني قال شمخاني إن الدولتين تتجهان لـ”تعزيز التعاون في سوريا بكل ما تملك من طاقات لمعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب هناك”. وبخلاف انطباع مراقبين في موسكو، أجمعت تصريحات مسؤولي الدول الثلاث على أن مواقفها من الهدنة ومستقبل سوريا “موحدة”، وأنها تحارب مجموعات “إرهابية”.
وطالب شمخاني المجتمع الدولي دعم “جهود روسيا وإيران وسوريا المكلفة. وفي حين لم تعترف إيران بوجود معارضة سوريا، دعا شمخاني إلى حوار بين الأطراف السورية “بدلا من استمرار الحرب وإراقة الدماء”، لكنه في الوقت نفسه ذكر أن بعض الدول تستغل المفاوضات لدعم “المجموعات الإرهابية”، ووصف الأمور في سوريا بـ”المعقدة” على الصعيد السياسي والأمني والعسكري.
وفي السياق نفسه، رفض شمخاني، الذي يمثل المرشد الأعلى علي خامنئي في جملة من المجالات، دخول دول عدة إلى المفاوضات السلام السورية، واعتبر وجود بعض الجهات التي وصفها بـ”الإرهابية” في المفاوضات السورية يساعد على النشاط القانوني لتلك الأطراف. ووفقا للتقارير الإيرانية، فإن وزير الدفاع الروسي أعرب عن أمله بأن يساعد ملتقى طهران الثلاثي على “التصدي المؤثر للإرهاب”.
حسب مصادر إيرانية مطلعة، فإن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يعد الجهة المسؤولة الأولى عن إدارة الملفين العراقي والسوري لاتخاذ القرارات منذ سنوات. ويرأس المجلس الأعلى للأمن القومي رئيس الجمهورية في إيران، إلا أن منصب الرئيس يعتبر منصبا شرفيا مقابل الأمين العام الذي يعينه المرشد الأعلى علي خامنئي مباشرة.
وقبل وصول شويغو كانت وسائل إعلام إيرانية قد حمّلت موسكو مسؤولية خسائر معارك جنوب حلب خلال الشهر الأخير، وورد اتهام للجانب الروسي في معارك حلب بـ”التراخي” من بين جملة أسباب ذكرتها وسائل إعلام في تبريرها تكبد الخسائر الكبيرة في أرواح قواتها العسكرية المشاركة في الحرب السورية.
وخلال الفترة الماضية شككت طهران بالمفاوضات السورية، التي لم تكن حاضرة فيها، كما عبرت عن رفضها ضمنا أي اتفاق روسي أمريكي بشأن الأزمة السورية لا تكون طهران طرفا فيه.