أعلنت مصادر إعلام موالية للنظام عن مقتل أربعة من عناصر الفرقة الرابعة، يوم أمس الأحد، خلال محاولتهم اقتحام مدينة داريا المحاصرة في غوطة دمشق الغربية، فيما طالب المجلس المحلي في المدينة بدخول فريق تحقيق دولي للوقوف على استخدام النظام للنابالم الحارق ضد أبناء المدينة.
وقد تصدى ثوار مدينة داريا لمحاولة قوات النظام والميلشيات الإرهابية المساندة لها اقتحام المدينة، والتي تزامنت مع قصف عنيف من قبل قوات النظام بالبراميل المتفجرة وصواريخ الأرض أرض، بالإضافة للبراميل المحملة بمادة النابالم الحارق المحرمة دوليا.
من جهتها، نعت صفحة “شهداء طرطوس مصدر العز والفخار” الموالية للنظام، أربعة من مقاتلي الفرقة الرابعة من محافظة طرطوس، قالت إنهم قتلوا أثناء محاولة اقتحام مدينة درايا الفاشلة أمس، وهم (علي أنيس شوهر، ويوسف علي محمد، وشادي علي ديب) من صافيتا و(شعبان ميهوب) من مدينة الدريكيش.
هذا فيما شيعت بلدة المشيرفة في محافظة طرطوس اليوم العميد في الحرس الجمهوري “علي صبوح”، والذي اغتاله جيش أحرار عشائر الجنوب أمس، في ريف محافظة السويداء الغربي.
وعلى صعيد آخر، أصدر المجلس المحلي لمدينة داريا بيانا بخصوص الهجوم المتكرر من قبل النظام على المدينة بقنابل النابالم المحرمة دوليا قال فيه:
تستمر قوات النظام السوري بعدوانها المتواصل ضد المدنيين السوريين منذ خمس سنوات بشتى صنوف الأسلحة القتالية و بشكل ممنهج، يتزايد مع غياب مواقف جادة ورادعة من القوى الدولية الفاعلة.
فقد عمد النظام السوري صباح أمس 14/8/2016 الى قصف مدينة داريا بمادة النابالم الحارقة والمحرمة دولياً لليوم الثاني على التوالي دون أدنى اكتراث بنتائجه الفظيعة على الأطفال والنساء والشيوخ المحاصرين فيها.
وكانت قوات النظام السوري قد خرقت اتفاقية وقف الأعمال العدائية بشكل نهائي منذ يوم السبت 14\5\2016، وما زالت منذ ذلك التاريخ تشنّ هجوماً يومياً على مدينة داريّا، تمكّنت بفعله من السيطرة على الأراضي الزراعية بهدف حرمان المدنيين من محاصيلهم ومصدر رزقهم الوحيد الذي حال بينهم وبين الموت جوعاً طيلة أيام الحصار التي بلغت (1363) يوماً.
رافق العمليات العسكرية قصف مكثف طيلة تسعين يوماً، استهدف الأحياء السكنية بشكل مركز، وشمل (1805) برميلاً متفجرا و(729) صاروخ أرض-أرض (فيل) ذي القدرة التدميرية الهائلة، إضافة إلى (30) أسطوانة نابالم ألقتها مروحيات النظام السوري في اليومين الماضيين وخلفت حرائق كبيرة في منازل المدنيين، وارتقى نتيجة ذلك القصف (78) شهيدا إضافة إلى مئات الجرحى. ويصاحب ذلك استمرار الحصار الخانق على المدنيين وانعدام المواد الغذائية والطبية، مع منع دخول أية مساعدات إنسانية إلى المدينة.
إننا في المجلس المحلي في مدينة داريّا، نؤكد دعمنا وتأييدنا لحلٍ سياسي عادل يحقق أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة ويحفظ حياة المدنيين العزّل، وندين بشدّة استمرار النظام في إجرامه ضد المدنيين، وضرب كل مقومات الحياة، وإصراره على تدمير المدينة بأكملها، في ظل صمت دولي مريب – ما كان ليتسنّى للنظام أن يمارس هذه الجرائم من دونه – رغم زعم المجتمع الدولي المتكرر حرصَه على إيجاد حلٍ سلمي لما يسمّيه “الأزمة السورية”.
ومن هنا فإننا نكرر دعوتنا للمجموعة الدولية ISSG، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، و الأمم المتحدة و المنظمات الدولية للتدخل الفوري لوقف الحرب الشرسة وغير المتكافئة التي تشنها قوات النظام السوري ومن يساندها من الميلشيات الأجنبية ونطالبها بالتحرك الفوري لتحقيق ما يلي:
– الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية وجميع أشكال القصف.
– ضرورة إدخال المساعدات العاجلة الإغاثية والطبية.
– دخول فريق تحقيق دولي للوقوف على استخدام النظام للنابالم الحارق.
– التطبيق الفوري لقرارات مجلس الأمن التي صوتت عليها الدول دائمة العضوية بالإجماع و خاصة القرار 2254 و القرارات الأخرى ذات الصلة.