ردت موسكو على اتهامات واشنطن حول خرق القرار الدولي المتعلق بفرض حظر على إيران باستخدامها قاعدة همدان الجوية الإيرانية في حربها ضد الإرهاب في سوريا عبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي قسطنطين كوساتشيوف.
حيث قال قسطنطين كوساتشيوف، على حسابه في موقع فيسبوك، اليوم الأربعاء، صحيح أن القرار يقول إن الأمر يتطلب موافقة مجلس الأمن على توريد الأسلحة بما فيها الطائرات لإيران أو استخدامها لصالح إيران، لكن استخدام القاذفات الروسية لمطار يقع في الأراضي الإيرانية لضرب جماعتي “داعش” و”جبهة النصرة” في الأراضي السورية ليس توريد الطائرات الحربية لإيران أو استخدامها لصالح إيران.
وعبّر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي عن استغرابه من اعتبار الخارجية الأمريكية استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية خرقاً للبند المذكور من القرار الدولي.
وتساءل كوساتشيوف: “ما العلاقة بين هذا البند المعني بشروط تطبيق الصفقة النووية مع إيران، والغارات الجوية التي تشنها القاذفات الروسية بعيدة المدى انطلاقًا من مطار في الأراضي الإيرانية، على تنظيمي داعش وجبهة النصرة في أرياف حلب ودير الزور وإدلب؟ فالحديث هنا لا يدور على الإطلاق عن توريد طائرات لإيران وعن استخدامها في صالح طهران. ومن الواضح تمامًا أن هذا القرار من حيث روحه ونصه لا علاقة له بالموضوع على الإطلاق”.
واعتبر كوساتشيوف أن ردة الفعل الأمريكية تؤكد مرة أخرى أن واشنطن تستغل الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا وإيران، فقط كفضاء لتحقيق مصالحها الأنانية، وتتجاهل إمكانية إطلاق العمل الجماعي لحل المشاكل المشتركة.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر اعتبر أن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية منطلقًا لعملياتها العسكرية في سوريا “قد يعدّ خرقًا لقرار مجلس الأمن”.
وأوضح المتحدث أن الولايات المتحدة اطلعت على تقارير مختلفة، بعضها تحدث عن احتمالية استخدام القواعد الإيرانية لمرة واحدة لانطلاق غارات جوية روسية على أراضٍ في سوريا، والبعض الآخر تحدث عن احتمالية استمراريتها.
وأضاف تونر أنه إذا ما صحت هذه التقارير بشأن استخدام روسيا لقواعد إيرانية، فإنه من المحتمل أن يعدّ خرقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يمنع تجهيز وبيع ونقل الطائرات المقاتلة إلى إيران، ما لم تتم موافقة مجلس الأمن عليها مقدمًا.
وكان الكولونيل كرس غارفر، المتحدث باسم القوات المسلحة الأمريكية، قال إن الإخطار الروسي جاء قبل بدء الضربات بوقت قصير، وأضاف أن روسيا أخطرت التحالف بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بأمن الطلعات الجوية، وقال غارفر “لقد أخبرونا بأنهم قادمون وتأكدنا نحن من سلامة الأجواء، بينما عبرت قاذفات القنابل في المنطقة في طريقها إلى أهدافها والعودة مرة أخرى. ولم يؤثر ذلك على عملياتنا في العراق أو سوريا خلال تلك العمليات”.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم أمس الثلاثاء عن قيام قاذفات “تو22 إم 3″ و”سو-34” بتوجيه أولى الغارات على مواقع الإرهابيين في سوريا انطلاقًا من مطار همدان في إيران. ويتيح استخدام هذا المطار زيادة الحمولة على متن هذه الطائرات وتوسيع نطاق عملياتها داخل سوريا.