أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ضرورة التعاون والتنسيق بين تركيا مع النظام في سوريا لضرب الإرهاب على أراضيها، وذلك تعقيباً على عملية “درع الفرات” العسكرية التركية في جرابلس.
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية عن قاسمي قوله، أن إيران أكدت مرارا أن مسؤولية التصدي للإرهاب هي مسؤولية جماعية وتقع على عاتق المجتمع الدولي، مضيفا ـنه من الضروري أن تتصدى دول المنطقة لظاهرة الإرهاب في إطار التعاون المشترك”.
وكان الجيش التركي قد دخل بالتعاون مع مجموعات من الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة، وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى مدينة جرابلس شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، فجر يوم الأربعاء الفائت، في عملية قالت أنقرة إنها تهدف لمحاربة تنظيم “داعش”، حيث أكد وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، أن القوات المنفذة لعملية “درع الفرات” سيطرت على مدينة جرابلس السورية بشكل كامل.
هذا فيما استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط بلدة قرقميش التركية المقابلة لمدينة جرابلس، فيما تسعى وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية للتقدم جنوب مدينة منبج، وسط تحذيرات بوجوب الانسحاب إلى شرق الفرات.
وأفادت المصادر أن التحركات التركية تأتي ذلك في إطار الاستعدادات لتحولات المعركة للمرحلة التالية، وهي التمدد غرب وجنوب غرب مدينة جرابلس في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش قبل سنتين وخروجه منها قبل يومين.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية على الحدود بين تركيا وسوريا إن أنقرة أرسلت صباح يوم أمس الجمعة أربع دبابات إضافية لمدينة جرابلس، مشيرا إلى أنه سمع انفجارات مصدرها جرابلس في مؤشر على استمرار العمليات فيها.
هذا فيما بدأت القوات التي سيطرت على مدينة جرابلس بتفكيك الألغام والقنابل التي كان قد زرعها تنظيم داعش قبيل انسحابه من المدينة، حيث شوهدت عدة انفجارات بالبوابة الحدودية لجرابلس مع تركيا.
ومن جهة أخرى، حقق المجلس العسكري لمدينة منبج تقدما إضافيا في محيط المدينة، في حين استهدفت المدفعية التركية مواقع لقوات سوريا الديمقراطية بقرية الدندنية جنوب جرابلس.
وتسعى قوات مجلس منبج العسكري إلى الوصول لقرية الغندورة في منتصف الطريق بين منبج والراعي في ريف حلب الشمالي، وكانت أنقرة قد أمهلت قوات سوريا الديمقراطية ثلاثة أيام للانسحاب من غرب الفرات.
وأكدت مصادر ميدانية إن وحدات حماية الشعب الكردية تعزز مواقعها في الريف الجنوبي لجرابلس على ضفاف غرب نهر الفرات وكذلك في ريف منبج الشمالي، فيما طائرات التحالف والمدفعية التركية تستهدف بعض المواقع التي تتمركز فيها وحدات حماية الشعب وكذلك تنظيم داعش.
وكانت مصادر تابعة لقوات المعارضة التي سيطرت على جرابلس قد أكدت أنها ستسعى إلى التحرك غربا نحو بلدة مارع، في المرحلة المقبلة من عملية “درع الفرات” العسكرية، ما يشير إلى احتمال وقوع مواجهات مع القوات الكردية.