فرنسا تحذر تركيا من التعرض للقضية الكردية في سوريا

حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت من نزوع محتمل لأنقرة نحو التعرض للقضية الكردية في سوريا، في الوقت الذي رحب فيه بمشاركة تركيا بالتصدي لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

ونقلت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن ايرولت قوله “إنه لأمر جيد أن تنخرط تركيا بوضوح في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي التي تهاجمه بعنف”، مضيفا “أمر شرعي لتركيا أن تضمن أمن حدودها. لكن يجب الحذر من الغرق في العنف”. مؤكدا “نحن ندين حزب العمال الكردستاني والاعتداءات التي يرتكبها في تركيا”، لكن “في سوريا القوات العسكرية الكردية تحارب داعش بفاعلية”.

وكان الجيش التركي قد بدأ يوم الأربعاء الماضي عملية أطلق عليها “درع الفرات” داخل الأراضي السورية بهدف طرد مسلحي داعش من المنطقة ووقف تقدم المسلحين الكرد شمال سوريا، حيث تعتبر أنقرة أن القوات الكردية السورية منبثقة عن حزب العمال الكردستاني التركي الذي تصنفه منظمة إرهابية أمرا مشروعا لها.

وكان جندي تركي قد قتل، يوم أمس السبت، وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم  صاروخي على دبابتين تركيتين مشاركتين في عملية “درع الفرات”، وذلك في اول خسائر بشرية للجيش التركي منذ تدخله في سوريا بشكل رسمي ومباشر يوم الأربعاء الماضي.

حيث ذكرت وكالة الأناضول التركية أن جنديا قتل وأصيب ثلاثة آخرون في الهجوم، إثر استهداف منظمة “PYD” التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني في سوريا بصواريخ لدبابتين كانتا على بعد 6 إلى 7 كم جنوبي مدينة جرابلس.

من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في وقت سابق إن القوات التركية ستبقى في سوريا “ما يلزم من الوقت” حتى “تطهير” المنطقة الحدودية من تنظيم داعش الإرهابي وغيره من المسلحين.

هذا فيما قالت مصادر ميدانية إن الضربات الجوية التي نفذتها مقاتلات تركية قتلت 15 مدنيا على الأقل في مناطق شمال سوريا ليصل إجمالي عدد المدنيين الذين قتلوا في غارات جوية تركية اليوم الأحد إلى 35 قتيلا.

وفي هجوم منفصل قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب 50 آخرون في غارات جوية تركية على قرية جب الكوسا التي تقع كذلك في منطقة يسيطر المقاتلون الأكراد، هذا فيما أصيب 20 شخصا آخرين بجروح في غارة جوية استهدفت مزرعة قرب قرية العمارنة التي انتزع مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا السيطرة عليها من سيطرة القوات الكردية.

ويقول خبراء إن التدخل العسكري التركي في سوريا هدفه منع قيام “كردستان سورية تتمتع بحكم ذاتي”. وتلقى القوات الكردية السورية دعم دول غربية في طليعتها واشنطن التي تعتبرهم أكثر فاعلية في محاربة التنظيم الإرهابي.

تعليقات الفيسبوك