أقر مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، مشروع قرار بشأن نشر مراقبين أمميين في مدينة حلب لمتابعة إجلاء من تبقى من المسلحين وعشرات الآلاف من المدنيين من المدينة المنكوبة.
وينص مشروع القرار، الذي صوتت لصالحه جميع الدول الأعضاء في المجلس ومن بينها روسيا، والذي أعطي رقم 2328، على أن يهيئ الأمين العام للأمم المتحدة ظروفا ملائمة، بما في ذلك عن طريق إجراء “مشاورات مع الأطراف المعنية”، لضمان مراقبة ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى “حالة المدنيين، والمراعاة التامة للقانون الإنساني الدولي في المناطق الشرقية من مدينة حلب”.
وتشدد وثيقة القرار على ضرورة أن تمنح جميع أطراف النزاع في سوريا للمراقبين الدوليين إمكانية الوصول الآمن ومن دون أي عراقيل إلى المدينة لمراقبة الوضع هناك، وأن تعدّ ظروفا ملائمة لإيصال المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالمدينة. كما أكد مشروع القرار على “سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها”.
وتعليقا على إقرار هذه الوثيقة، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فيتالي تشوركين” في تصريحات صحفية أدلى بها بعد التصويت، أن مشروع القرار الأولي بشأن حلب، الذي عرضته فرنسا على مجلس الأمن الدولي، تعرض لتعديلات جذرية، لأنه كان يتضمن “فقرات خطيرة جدا تعد بعضها استفزازية”، من بينها السماح للأمين العام للأمم المتحدة بإرسال مراقبين إلى حلب عن طريق اتخاذ قرار أحادي ومن دون أي تحضيرات.
وأضاف تشوركين، أن تعديلات ملموسة أجريت في مبادئ المشروع المتعلقة بمشاركة سلطات النظام السوري في تنظيم العمليات الإنسانية التي ستنفذها الأمم المتحدة، مؤكدا أنه لا أساس من الصحة لمعارضة روسيا تطبيق هذا المشروع.
من جهتها، دعت مندوبة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية “سمانثا باور” إلى انتظار نتائج تطبيق بنود القرار بشأن حلب على الصعيد العملي، واصفة تبني مجلس الأمن الدولي هذا القرار بأنه “خطوة مهمة كان كثيرون يفكرون أن روسيا لن تسمح بتمريرها في المجلس.. لكن وقبل تطبيقه، ليس سوى حبر على ورق”. وأضافت أنه من “المهم الآن التأكد من نشر هؤلاء المراقبين على الفور”.
وفي معرض ردها على سؤال عن مدى قابلية القرار بشأن حلب للتطبيق، قالت المندوبة الأمريكية إنه “سؤال يجب توجيهه إلى روسيا التي كانت تقف على مدار سنين طويلة وخلال الأشهر الأخيرة إلى جانب النظام السوري، وهل هم جادون فيما صوتوا لصالحه بصفتهم عضو دائم في مجلس الأمن”.
وكان فيتالي تشوركين قد أعلن، أمس الأحد، أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي توصلت إلى “صياغة جيدة لنص” مشروع القرار بشأن حلب. وقال، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب اجتماع تشاوري مغلق لمجلس الأمن: “قمنا بعمل جيد خلال عدة ساعات، وأعتقد أننا نمتلك نصا جيدا”.
فيما قالت المندوبة الأمريكية إن وفد الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي قام بعمل مشترك بناء جدا مع الفريق الروسي، مشددة على أن واشنطن تتوقع تبني مجلس الأمن مشروع القرار المذكور بالإجماع.
وأوضحت باور أن الصيغة التوافقية لمشروع القرار، تنص على نشر أكثر من 100 من عاملي الأمم المتحدة وممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري.
وأضافت المندوبة الأمريكية أن نص المشروع “يحتوي على جميع العناصر اللازمة لإجلاء آمن وكريم، ولضمان الوصول الإنساني لجميع من سيفضل البقاء في شرق حلب”.