منذر آقبيق: إعلان موسكو إيجابي والعرب غائبون

وصف منذر آقبيق، الناطق باسم تيار الغد السوري، إعلان موسكو حول التسوية السورية الذي صدر عقب الاجتماع الثلاثي الروسي التركي الإيراني بأنه “إيجابي”، مع استثنائه بعض البنود الواردة بالإعلان، وقال إن البنود المُعلنة هي دليل على رغبة روسيا بإعادة إحياء العملية السياسية، ونبّه من الغياب الكامل للدور العربي في هذه الاتفاقية.

وقال آقبيق، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.. “ماعدا البند المتعلق بـ (الترحيب) بتهجير السكان من مدنهم، الذي كان يجب أن يكون ترحيباً بسلامتهم وليس بتهجيرهم، وكان يجب ذكر حقهم في العودة إلى مدينتهم وبيوتهم، فإن بقية بنود الاتفاق الروسي – التركي – الإيراني إيجابية، من ناحية إعلانهم العمل على تعميم وقف إطلاق النار في كافة المناطق، وهذه دلالة على عدم رغبة روسيا تحديداً في متابعة الهجوم على بقية المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة بعد حلب، وبدلاً من ذلك يريدون إعادة إحياء العملية السياسية”.

وحول غياب الولايات المتحدة وإمكانية تمرير قرار أو مبادرة دون موافقتها، قال آقبيق “لا أعتقد أن أي صفقة نهائية للحل في سورية يمكن أن تنعقد بدون وجود وموافقة الولايات المتحدة، والمجموعة الغربية بشكل عام، رغم أن تلك المجموعة هي حالياً في أدنى مستوى من حيث قدرتها على التأثير على مجرى الأحداث في سورية، يرافق ذلك صعود روسي نحو السيطرة على أوراق اللعبة بشكل شبه كامل، ولكن الأوضاع يمكن أن تتغير، وروسيا بحاجة إلى موافقة الغرب”.

ورأى المتحدث الرسمي بإسم تيار الغد السوري، أن إعلان موسكو لم يحاول تغيير مرجعيات لتفاوض والحل السياسي، وقال “لقد دعت الدول الثلاث، بقية الدول المعنية بالشأن السوري، للتعاون من أجل الحل السياسي حسب قرار مجلس الأمن 2254، وهذا القرار مرجعيته بياني فيينا وجنيف، وبالتالي لم يحاولوا تغيير المرجعيات”.

وورد في بنود إعلان موسكو حول التسوية السورية، رأى أن “إيران وروسيا وتركيا على قناعة تامة بأن الاتفاقية المذكورة ستساعد على إعطاء الزخم اللازم لاستئناف العملية السياسية في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 2254″.

كما رأى أن تركيا وإيران تبدوان متُفقتان برعاية روسية مقابل غياب كامل لتأثير الدول العربية، وقال “الملاحظ أن إيران وتركيا اللتان كان لكل منهما أهداف متناقضة بالكامل في سورية خلال أعوام الثورة الست، تشاركان الآن في هذا الاتفاق، وهذه دلالة على أنه صياغة روسية إلى حد بعيد، والغائب الأكبر هنا هم العرب، الطرف الذي يجب أن يكون معنياً بما يحدث في سورية وبشكل الحل فيها أكثر من كافة الأطراف الأخرى”.

ووفق الإعلان، اتفقت إيران روسيا وتركيا على احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وأنها دولة ديمقراطية علمانية متعددة الأعراق والأديان، وعلى عدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية.

لكنّ آقبيق ظلّ متحفظاً برأيه وربطه بالنتائج على الأرض، وقال “نعود ونقول، انه بعد حلب، مجرد إطلاق موسكو بيان يدعو إلى السلام والحل السياسي، بدلاً من خطاب انتصار، هو أمر إيجابي بحد ذاته، إلا إذا كان مناورة وهذا ما سوف تثبته الأيام والأسابيع القادمة”.

وتشير بنود إعلان موسكو أيضاً إلى أن الدول الثلاث “تدعم الجهود المشتركة في شرق حلب التي تسمح بالإجلاء الطوعي للسكان المدنيين والخروج المنظم للمعارضة المسلحة، وتُرحّب كذلك بالإجلاء الجزئي للسكان المدنيين من الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا، وتلتزم بضمان استمرارية وسلامة وتمام هذه العملية”.

تعليقات الفيسبوك