توفي عدد من المهجرين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب في مناطق نزوحهم بريف حلب وإدلب بسبب البرد القارس والعاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة منذ أيام، وسط ظروف إنسانية غاية الصعوبة والقسوة.
حيث توفيت امرأتان وثلاثة أطفال ممن تم إجلاؤهم من مدينة حلب نتيجة البرد أثناء إقامتهم في خيمة بمنطقة إيكاردا بالريف الجنوبي للمدينة، كما قتل طفلان جراء انهيار سبعين خيمة للنازحين في مدينة حارم بريف إدلب بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب سوريا هذه الأيام.
وقد تسببت الثلوج بتوحل أرض المخيم الذي تنعدم فيه مقومات الحياة، فيما يعاني سكان المخيم وخصوصا الأطفال الصغار من قلة الملابس وانعدام وسائل التدفئة وسط محاولة النازحين إزالة الثلوج من فوق الخيم للحيلولة دون انهيارها على مدار الساعة.
وقد تسبب العاصفة الثلجية التي تستمر منذ خمسة أيام بانهيار العديد من الخيم وإغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة مع انعدام وسائل التدفئة والمياه والمواد الغذائية والأدوية.
المهجرون الذين تم إجلاؤهم من شرقي حلب بتنسيق بين النظام والمعارضة انتقلوا إلى مخيمات مؤقتة في ريف إدلب ريثما يتم تسكينهم في مخيمات منظمة وعدت بها منظمات كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات إغاثية تركية ولكن حتى الآن لم تصل أي مساعدات لهؤلاء المهجرين.
تداعيات العاصفة الثلجية لم تقتصر على هؤلاء فقط بل شملت نحو 250 ألف نازح في مخيمات تمتد بين مدينتي جرابلس واعزاز على الحدود السورية التركية، حيث تضم هذه المنطقة ثمانية مخيمات منظمة وأكثر من ثلاثين مخيما عشوائيا أقامتها الرابطة السورية لحقوق اللاجئين في أوقات سابقة.
وكانت قوات النظام والمليشيات الداعمة لها سيطرت على أحياء حلب الشرقية وأفرغتها من جميع سكانها، في أكبر عملية تهجير منذ بداية الثورة السورية، وفق اتفاق لإجلاء أكثر من أربعين ألفا من السكان ومقاتلي المعارضة، توجهوا إلى مناطق مختلفة شمال وغرب حلب.