زعمت وسائل إعلامية موالية للنظام أن مصالحة تمت في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي يوم الأحد الماضي، فيما نفت مصادر في الجيش السوري الحر الموجود في المدينة هذه الأخبار مبينة أن الأمر لم يزد عن اتفاق بين الأهالي والنظام لتسوية أوضاع أبنائهم الذين يريد النظام تجنيدهم في الفيلق الخامس الذي أنشأه مؤخرا.
حيث أعلنت قناة الميادين وصفحات موالية للنظام أن اثنين من قادة تشكيلات الثوار سلموا أنفسهم لقوات النظام، وهما العقيد محمد كنعان وقائد تجمع توحيد الأمة خالد الفراج.
لكن مصادر ميدانية في المدينة أكدت أن العقيد محمد كنعان والذي ظهر على وسائل إعلام النظام على أنه قيادي في الجيش السوري الحر، هو عقيد مسرح من قوات النظام وأحد عملاء النظام المعروفين في محافظة درعا، وقد تم اعتقاله من قبل الثوار في شهر أيار/مايو من العام 2014، عقب ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وكان لواء “تبارك الرحمن” التابع لتشكيلات الجبهة الجنوبية التابة للجيش السوري الحر هو من اعتقل حينها العقيد كنعان من الأوتوستراد الدولي، وامتنع الثوار حينها عن قتله بعد أن أعلن توبته عن العمالة لقوات النظام.
أما قائد تجمع توحيد الأمة “خالد الفراج” فقد نفى قطعيا مشاركته في المصالحة والاجتماع برئيس فرع الأمن العسكري العميد وفيق الناصر فقال: “أقول لأهلي وشعبي في حوران ونساء الشهداء، والله لن نرجع عن درب الحرية ولن نحيد عن طريق الشهادة الذي اخترناه سبيلا، وأقول لأزلام النظام وأعوانه، ليسوا أبناء حوران من يسلمون أنفسهم لقتلة أبنائهم، ونحن على العهد حتى تحرير كامل أراضي سوريا أو الشهادة دون ذلك”.
كما أكد محمد عدنان مدير المكتب الإعلامي في جيش أحرار عشائر الجنوب أن كل الأسماء التي تم الترويج لها على أنها من قادة تشكيلات الثوار بدرعا وأنهم سلموا أنفسهم لقوات النظام هو عار عن الصحة.
وأضاف بأن مجموعة “جيش العشائر” المتواجدة في مدينة الصنمين بقيادة “حامد الخضير” لم ولن تصالح قوات النظام، ولم يتم تسليم قوات النظام أي قطعة سلاح كما روجت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام في الساعات الماضية، مؤكداً أن ثوار درعا يفضلون الموت على تسليم أسلحتهم أو أنفسهم للقتلة.
وكانت قناة الميادين قد زعمت أن مصالحة تمت صبيحة يوم الأحد الفائت في مقر الفرقة التاسعة بين النظام وعدد من المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية والطلاب وكان عددهم لا يتجاوز الـ 150 شخصا، وقد تم هذا الأمر الذي سمته الميادين “مصالحة” بعد تهديدات علنية قبل شهر بإخراج الثوار من المدينة وفك حصارها أو قصفها وتركيعها أو تسليم الثوار والسلاح.
وقالت المصادر الميدانية إن لجنة من وجهاء المدينة قاموا بشراء قرابة 80 بندقية من كافة الحمائل على حسابهم الخاص وتسليمها للنظام متأملين بذلك إنقاذ المدينة من هذه المحنة مع وعدهم بإخراج إكبر عدد من المعتقلين لدى النظام من أبناء الصنمين.
هذا فيما قام النظام بقطع كافة الاتصالات الأرضية والخليوية وشبكات الانترنت والكهرباء في ذلك اليوم منذ الصباح ليتمم إجراء هذه المسرحية كما أطلق سراح 5 معتقلين فقط مقابل تسليم 80 بندقية وعدد من المطلوبين، فيما رفض الثوار تسليم أي قطعة سلاح.
جدير بالذكر أن مدينة الصنمين يرابط في أجزاء منها مجموعة من كتائب الجيش السوري الحر هي لواء مجاهدي الصنمين ولواء شهداء الصنمين ولواء شعلة الثورة وكتيبة شهداء الصنمين وكتيبة القيادة العامة للجيش الحر وعدد من المجموعات الصغيرة، وكلها ترفض الاستسلام للنظام أو التصالح معه ومهادنته.
وكانت بنود الاتفاق الذي عقده وجهاء المدينة مع النظام قد قضت بـ:
تسليم المنشقين لأنفسهم وأن يخدموا في القطع العسكرية داخل الصنمين والقطع المحيطة بها.
حصول الطلاب من أبناء المدينة على تأجيل دراسي لمدة عام واحد والالتحاق بعده بالخدمة العسكرية.
حصول المتخلفين على مهلة ستة أشهر وبعدها يلتحقوا بالخدمة العسكرية.
تسليم المدنين لأنفسهم ليصالحوا ثم يعودوا لبيوتهم وأعمالهم ومن يرغب بالالتحاق بالفيلق الخامس برواتب مغرية له ذالك.
رجوع المنشقين إلى الخدمة العسكرية دون تحديد مصيرهم.
وتعد الصنمين منطقة عسكرية محاصرة بالكامل ومركزا كبيرا لتجمع الشبيحة، بينما يتواجد الثوار في الأحياء الغربية والشمالية المحررة من المدينة وأجزء وسطها، ويقدر عدد سكان المدينة بقرابة 100 ألف نسمة من أهالي المدينة والمهجرين الذين كانو يقيمون في القرى المحيطة بالمدينة، والأوضاع المعيشية فيها جيدة حاليا بعد فك الحصار قبل أسبوع.