مارديني: نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مرهون بإجراءات رقابة وردع لمن يخالفه

تحدثت بهية مارديني، مديرة المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري، عن أبعاد الاتفاق الروسي التركي بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدة أن التيار مع أي مبادرة تحقن دماء السوريين ومع أي اتفاق يؤدي إلى هذا الهدف، مشددة على ضرورة وجود إجراءات رادعة تكفل معاقبة كل من يخل بالاتفاق ويخرقه، ومؤكدة على وجوب الضغط على النظام وحلفائه للالتزام بكل بنود الاتفاق.

وأشارت مارديني، بحسب ما قالته خلال برنامج “أحداث وإضاءات” على قناة المغاربية، إلى أنها ومما اطلعت عليه من نص الاتفاق فإن الجيش السوري الحر يتحدث عن خمس نقاط فقط فيما يتحدث النظام عن ثمان، وأنه وبحسب وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” فإن هناك أكثر من مسودة للاتفاق، ومن الواضح أن هناك خللا بنيويا في استراتيجية كل طرف انعكست على هذا الاتفاق وعلى تصريحات الأطراف المعنية به.

ففيما يقول الجيش السوري الحر إن الاتفاق يشمل كل مناطق سوريا ما عدا مناطق سيطرة تنظيم داعش، يقول النظام إن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة جبهة فتح الشام، وأكدت أن النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيين مختلفون على أمور جوهرية في صميم الاتفاق، واضح أن فصائل المعارضة تصر على تعديلات الاتفاق التي وقعت عليها فيما النظام يصر على النسخة الأولى والأصلية للاتفاق التي رفضتها الفصائل وأصرت على تعديلها.

واعتبرت مديرة المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري أن هذا الاختلاف ليس بالقليل، مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم الجيش السوري الحر الذي أكد أن الاتفاق يفرض الهدنة في المناطق الخاضعة لسيطرة المحررة دون استثناء جبهة فتح الشام، فيما النظام يؤكد في بيان له وجود هذا الاستثناء.

وبالمجمل، اعتبرت مارديني أن الاتفاق جيد طالما التزم به أطرافه، وبالذات النظام وحلفاؤه، خصوصا وأنه حدد بموجب الخرائط مناطق السيطرة، وأكد على ضمان عدم استهداف أي من الطرفين لمناطق الطرف الآخر، وتثبيت الوضع على ما هو عليه بموجب الاتفاق الموقع عليه.

وتساءلت مارديني عن مدى التزام الطرف الإيراني ممثلا بالميليشيات التابعة له في ظل وجود التنسيق بين الإيرانيين والنظام، منوهة إلى ضرورة وجود إجراء عقابي رادع لكل من يخل بالاتفاق ويخرقه، مؤكدة على وجوب الضغط على النظام وحلفائه للالتزام بكل بنود الاتفاق، معتبرة أن المشكلة الأساسية منذ بدأت الثورة السورية أنه ليس هناك إجراءات رادعة للنظام إزاء ما ارتكب في سوريا، وكل ما تم الحديث عنه من الفصل السابع وغيره من إجراءات عقابية في حال وقوع خروقات واعتداءات دون أي تطبيق لهذه الإجراءات.

كما أكدت مارديني أن أي اتفاق يتم دون مشاركة منصة موسكو ومنصة القاهرة لا يمكن أن يؤدي إلى حل، وأنه من غير المجدي فرض أجندات النظام وحلفائه الإيرانيين أو الأتراك أو غيرهم، وأنه لايمكن للروس استثناء المنصتين في أي مباحثات، مشيرة إلى أنها كمواطنة سورية تتفاءل بأي بصيص أمل، ولكنها لا تجده في الظرف الراهن وسط تضارب مصالح الدول المتدخلة في الشأن السوري.

وقالت مارديني إن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يعتبر الخطوة الثانية من إعلان موسكو، وعبرت عن اعتقادها بأن الجانب الإيراني موجود في الاتفاق، ولكنها (إيران) ستحاول إفساده بالتعاون مع النظام، وإعلان موسكو كان واضحا.. كان هناك اتفاق ثلاثي روسي تركي إيراني، إذًا إيران تعتبر موافقة على كل خطوة، وإن كان على مضض، والمهم أنها وقعت، ولكنها ستقوم بإفساد الهدنة لأنه ليس من صالحها إخراج الميليشيات التي تمولها وتدعمها للقتال في سوريا إلى جانب قوات النظام، وليس من صالحها أن تخسر كل ما حققته من نفوذ على الأرض، لأن مجرد إعلان الهدنة في سوريا يعني تجميدا لما تسعى له إيران من زيادة رقعة سيطرتها على أرض سوريا لصالحها وصالح النظام، خصوصا بعد ما جرى في حلب، حيث يريد النظام وإيران مواصلة نهج الخيار العسكري لإخضاع كل المناطق في سوريا وإخلائها من المعارضة عبر الحل العسكري، فيما تريد روسيا بالاتفاق مع كازاخستان حلا سياسيا يضمن مصالح كل الأطراف.

وأشارت إلى أن الهدنة وقّعت بطلب روسي، وأن النظام وحلفاؤه يريدون الاستمرار في الحرب بقصد كسب المزيد من السيطرة على الأرض في الغوطة وإدلب ومواصلة القتال حتى الرمق الأخير. فأعداد الميليشيات التي جاءت من خارج سوريا لمساندته هي أعداد كبيرة، وهو لا يقاتل الآن بجيشه بل بالميليشيات الإيرانية والقصف الروسي.

وأكدت مارديني أن روسيا هي التي تضغط للحل في سوريا الآن، لأنها المتضررة الأولى والأخيرة من حالة الاستنزاف التي تعاني منها اليوم في سوريا، ومن الضغوط التي تمارسها أوروبا، بالإضافة إلى ما لاقاه الاتفاق من ترحيب الأمريكي الذي أعلن عنه جون كيري وزير الخارجية الأمريكية.

تعليقات الفيسبوك